الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٥٣
ولقد أوصى (1) النبي لعلي أن يغسله صلى الله عليه وسلم ويجهزه ويدفنه ويفي دينه وينجز وعده، ويبرئ ذمته ويبين للناس ما اختلفوا فيه.
وما ذلك إلا لأن عليا منه ومن أهل بيته حيث هو.
من هذه المكانة لعلي كان معه في صفين ثمانون من الصحابة الأحياء كلهم بدري، وهؤلاء من أهل الجنة.
أما معاوية فمعه الواهمون أو أهل الدنيا الذين يعدهم ويمنيهم، لتصير الأمور إلى ما انتهت إليه في أيامه وما بعد أيامه.
وأما الأمة فجعلت مكانه معاوية من على، مثلا سائرا في اللسان العربي.
(وأين معاوية من على).
يقول الأحنف بن قيس: دخلت على معاوية فقدم إلى الحار والبارد والحلو والحامض مما كثر تعجبي منه. ثم قدم لونا لم أعرف ما هو. فقلت ما هذا؟ قال: هذا مصارين البط محشوة بالمخ... قد قلى بدهن الفستق. وذر عليه بالطبرزد! فبكيت. فقال ما يبكيك؟ قلت: ذكرت عليا...:
بينا أنا عنده وحضر وقت الطعام وإفطاره (إذ كان صائما) وسألني المقام.
فجئ له بجراب مختوم. فقلت ما في الجراب؟.
قال: سويق شعير. قلت: خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به؟
قال: لا. ولا أحدهما. ولكني خفت أن يلته الحسن والحسين بسمن أو زيت. فقلت: محرم هو يا أمير المؤمنين؟

(1) ومن نصوص وصية النبي الصريحة بالإمامة لعلي: عن محمد بن حميد الرازي - وقد وثقة الآئمة: أحمد، ويحيى، وابن جرير الطبري، والبغوي - عن أبي بريدة (لكل نبي وصى ووارث وإن وصيتي ووارثي علي بن أبي طالب) ومثله - بالمعنى مروى عن سلمان الفارسي.
وقال عليه الصلاة والسلام لفاطمة (يا فاطمة. أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار اثنين أحدهما أبوك والآخر بعلك) وعن أبن عباس أن الرسول قال لها؟ أما ترضين أنى زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما وأنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم نساء قومها.
أما ترضين يا فاطمة أن الله اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك؟) ومنها أن النبي يقول عن الحسين (ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تاسعهم قائمهم).
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375