الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ١٧٧
يزعم أن الله تعالى جسم! قال الإمام (ويله أما علم أن الجسم محدود متناه.
فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة والنقصان. فإذا احتمل الزيادة والنقصان كان مخلوقا!).
- وواضح منحى الإمام في الاحتجاج بنظام الكون، ونظام الجسم الإنساني، وبالعقل وهو درس من جده على يلفت النظر إلى بديع صنع المبدع جل جلاله. وفي ذلك قول على:
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر؟
يجئ الإمام رجل من أهل مصر أوصى أخوه للكعبة بجارية مغنية فارهة كانت له فقيل له ادفعها إلى بنى شيبة (وفيهم سدانة الكعبة). واختلف الناس في أداء الوصية. وأخيرا أشاروا عليه أن يأتي الإمام. قال الإمام (إن الكعبة لا تأكل ولا تشرب وما أهدى إليها فهو لزوارها. فبع الجارية وناد: هل من محتاج؟ فإذا أتوك فسل عنهم وأعطهم).
- ويسأل عن القضاء والقدر فيجيب (هو أمر بين أمرين: لا جبر ولا تفويض) (1) ويحسم القضية بين الجبرية والقدرية فيقول (ما من قبض ولا بسط إلا لله فيه مشيئة ورضاء وابتلاء).

(1) الجبر أن الإنسان مجبر على أعماله. والتفويض أن الإنسان مخير فيها. وهما نظريتان لمفكرين كانوا أحياء في بدايات حياة الامام - قال بالجبر الجعد بن درهم متأثرا بقول بيان ابن سمعان. وقال بالتفويض غيلان الدمشقي ومعبد الجهني - وقد قتل الأربعة. الأولان قتلهما خالد بن عبد الله القسري والى بنى أمية. والأخير ان قتل الأول منهما هشام بن عبد الملك. أما معبد فقتله الحجاج لخروجه عليه في فتنة ابن الأشعث. وتابع جهم بن صفوان الجعد. وقد قتله سالم بن أحوز المازني بمرو في أواخر أيام بنى أمية.
وفي حياة الإمام الصادق ازدهرت نظرية الإرجاء إلى الله، حتى يكون يوم الحساب، فيحاسب الناس على عملهم مع وجوب قيامهم بالعمل الصالح. قال بها سعيد بن جبير وجماد ابن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة. ومقاتل بن سليمان - وهو من السابقين الأولين في التفسير - هؤلاء مرجئة السنة. أما مرجئة البدعة فيرجئون الحساب ولا يوجبون العمل الصالح.
والأولون يقولون إن الله يعاقب مرتكب الكبيرة لكنه قد يغفرها ولا يكفره الناس في الحياة الدنيا لذلك الأمل.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375