الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ١٧٤
- ويقول المفضل: قلت، أخبرني عن قول الله عز وجل (وجعلها باقية في عقبه) قال: (يعنى بذلك الإمامة) جعلها في عقب الحسين إلى يوم القيامة) فقلت فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال: إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى. ولم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلك. فإن الإمامة خلافة الله عز وجل جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن الله هو الحكيم في أفعاله. لا يسأل عن فعله وهم يسألون.
- ويعلن الامام رأيه بوجوب الإمامة. فيسأله السائل عن منزلة الأئمة. ومن يشبهون؟ فيقول: كصاحب موسى وذي القرنين. كانا عالمين. ولم يكونا نبيين. (1) - وفي قوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت) يقول الإمام " وهل يمحو الله إلا ما كان ثابتا. وهل يثبت الله إلا ما لم يكن " ويقول (لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه) وإنما يقصد استجابة الله لدعاء العباد. وفي ذلك قوله (ما عظم الله بشئ مثل البداء).
- ويسأله عمرو بن عبيد عن الكبائر " من كتاب الله ". فيسردها، ويضع في جوار كل كبيرة النص عليها من الكتاب العزيز فهي:

(١) يحدد الصادق الإمامة بتشبيه قرآني يفسر وجوبها، إذ يسأل عن حديث الرسول " من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية " هل هي ميتة كفر؟ فيجب " ميتة ضلال " - وكذلك يحدد جده زين العابدين معنى العصمة بحد قرآني إذ يسأل عن معنى المعصوم فيقول (هو من اعتصم بحبل الله المتين أي القرآن. فلا يفترق الإمام عن القرآن إلى يوم القيامة فالإمام يهدى الناس إلى القرآن والقرآن يهدى الناس إلى الإمام بقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم..) ويلاحظ أن الذي فتق الكلام في الإمامة وفصل وأصل فيها هم تلاميذ الإمام. وربما بدأ الكلام فيها في عهده كما يقول المستشرق رونالدسن. أما التعريفات الوافية فتنسب إلى الإمام الرضا (202) حفيد الإمام الصادق يقول الإمام الرضا (الإمامة منزلة الأنبياء. ووراثة الأوصياء. الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول. والإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين) والماوردي من فقهاء أهل السنة يحدد غرضها فيقول (الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا).
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375