منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٣٥
ويستفيد منها بشكل مختصر مفيد.
وقد استلهم المؤلف (رحمه الله) عنوانه هذا من الروايات الشريفة التي تحدثت عن تلك العوالم، منها ما ذكره هو في مقدمة هذا الكتاب عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كان ينادي في كل ليلة حين يأخذ الناس مضاجعهم للمنام، بصوت يسمعه كافة أهل المسجد ومن جاوره من الناس " تزودوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل، وأقلوا العرجة على الدنيا، وانقلبوا بصالح ما يحضركم من الزاد فان أمامكم عقبة كؤودا ومنازل مخوفة مهولة لابد من الورود [المرر. خ. ل] عليها والوقوف عندها [عليها. خ. ل] ".
والمنزل جمعه منازل وهو مكان النزول ويطلق على الدار أيضا، وقد سميت أماكن نزول القوافل والمسافرين منازل أيضا، كما انها تطلق على مسافة معينة من الطريق.
سفر القيامة والاستعداد له:
ولأن الانسان مسافر في حياته (1) إلى الله تعالى فعليه ان يعد مؤنة السفر

(١) فأما أن الانسان مسافر في هذه الدنيا إلى الآخرة بسفر القيامة فقد تظافرت الروايات الشريفة في ذلك فمنها:
* في النهج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: " من تذكر بعد السفر استعد " (نهج البلاغة:
ج ٤
، ص 68، شرح محمد عبدة.).
* وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: " قام فينا رسول (صلى الله عليه وآله) خطيبا، فقال: يا أيها الناس انكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر، والسير بكم سريع، فعدوا الجهاز لبعد المسافة " (كنز العمال للمتقي الهندي: ج 16، ص 136، رقم الحديث العام 244163).
* وروى الشيخ الصدوق (رحمه الله) بإسناده إلى سفيان بن عيينة انه قال: رأى الزهري علي بن الحسين (عليه السلام)، ليلة باردة مطيرة، وعلى ظهره دقيق وحطب وهو يمشي، فقال له: " يا بن رسول الله ما هذا؟! قال: أريد سفرا أعد له زادا أحمله إلى موضع حريز. فقال الزهري: فهذا غلامي يحمله عنك. فأبى، قال: أنا أحمله عنك، فإني أرفعك عن حمله. فقال علي بن الحسين: لكني لا أرفع نفسي عما ينجيني في سفري، ويحسن ورودي على ما أرد عليه، أسألك بحق الله لما مضيت لحاجتك، وتركتني. فانصرفت عنه فلما كان بعد أيام، قلت له: يا بن رسول الله لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثرا؟ قال: بلى يا زهري، ليس ما ظننته، ولكنه الموت، وله كنت استعد، انما الاستعداد للموت تجنب الحرام، وبذل الندى والخير " (علل الشرائع:
ص 231، ح 5. ونقله المجلسي في البحار: ج 46، ص 65، ح 27. والبحراني في العوالم:
مجلد أحوال الإمام زين العابدين (عليه السلام): ص 106).
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 مقدمة التحقيق والتعريب 7
3 حول موضوع الكتاب 11
4 حياة المؤلف (قدس سره) 43
5 مقدمة المؤلف (قدس سره) 101
6 أول المنازل: الموت وفيه عقبتان: العقبة الأولى: سكرات الموت وشدة نزع الروح 107
7 الأشياء التي تهون سكرات الموت 109
8 العقبة الثانية: العديلة عند الموت 115
9 الأمور النافعة لهذه العقبة 116
10 ذكر حكايتين مناسبتين 121
11 لطيفة 124
12 من منازل الآخرة المهولة: القبر وفيه عقبات: العقبة الأولى: وحشة القبر 128
13 العقبة الثانية: ضغطة القبر 137
14 المنجيات من ضغطة القبر 141
15 العقبة الثالثة: مسألة منكر ونكير 150
16 ذكر حكايات 155
17 من المنازل المهولة: البرزخ الآية، وبعض الروايات الواردة فيه 161
18 كلام من العلامة المجلسي (قدس سره) 163
19 ذكر عدة حكايات نافعة من المنامات الصادقة 165
20 من منازل الآخرة المهولة: القيامة وصف القيامة 179
21 بعض الأمور التي تنجي من شدائد القيامة 184
22 ساعة خروج الإنسان من قبره الآيات والروايات 194
23 ذكر بعض الأخبار في أحوال بعض الأشخاص عند خروجهم من قبورهم 195
24 بعض الأمور النافعة لهذه الساعة 197
25 ختم ذكره حتم 199
26 موقف الميزان الآيات 201
27 الأخبار في فضل الصلوات 202
28 روايات في حسن الخلق 206
29 حكايات في حسن الخلق 210
30 موقف الحساب الآيات والأخبار 219
31 حكايتان مناسبتان 221
32 موقف نشر الصحف الآيات والروايات 225
33 التبرك بذكر رواية نقلها السيد ابن طاووس 228
34 من موارد الآخرة المهولة: الصراط وصف الصراط 233
35 أسماء عقبات الصراط 236
36 حكاية 238
37 ذكر عدة أعمال لتسهيل المرور على الصراط 239
38 خاتمة ذكر عدة أخبار في شدة عذاب جهنم 243
39 جملة من قصص الخائفين 249
40 ذكر بعض الأمثال لتنبه المؤمنين 265
41 ختم الرسالة بدعائين شريفين 286
42 من تكاليف العباد في زمن الغيبة: الدعاء لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف 287
43 ملحق للمترجم ذكر عدة أخبار في وصف الجنة ونعيمها 291