في ذكر بعض الأمثال لتنبه المؤمنين * المثال الأول:
قال بلوهر: بلغنا ان رجلا حمل عليه فيل مغتلم، فانطلق موليا هاربا، واتبعه الفيل حتى غشيه،، فاضطره إلى بئر، فتدلى فيها، وتعلق بغصنين نابتين على شفير البئر، ووقعت قدماه على رؤوس حيات.
فلما تبين له الغصنين فإذا في أصلهما جرذان يقرضان الغصنين أحدهما أبيض والآخر أسود، فلما نظر إلى تحت قدميه فإذا رؤوس أربع أفاعي قد طلعن من جحرهن.
فلما نظر إلى قعر البئر إذا بتنين فاغر نحوه يريد التقامه.
فلما رفع رأسه إلى أعلى الغصنين إذا عليهما شئ من عسل النحل، فتطعم من ذلك العسل فألهاه ما طعم منه، وما نال من لذة العسل وحلاوته عن الفكر في أمر الأفاعي اللواتي لا يدري متى يبادرنه، وألهاه عن التنين الذي لا يدري كيف يصير مصيره بعد وقوعه في لهواته.
أما البئر فالدنيا مملوة آفات وبلايا وشرور، وأما الغصنان فالعمر، وأما الجرذان فالليل والنهار يسرعان في الأجل، وأما الأفاعي الأربعة فالأخلاط الأربعة التي هي السموم القاتلة من المرة والبلغم والريح والدم التي لا يدري صاحبها متى تهيج به.
وأما التنين الفاغر فاه ليلتقمه فالموت الراصد الطالب.