منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٣٦
ويهتم بها خصوصا أن السفر طويل ولا عودة منه ولا محالة من قطعه.
وقد اهتم علماء الآخرة لهذا السفر الشريف فابتدأوه بإرادتهم قبل أن يحل في ساحتهم، وطووا كثيرا من منازله وما زالت أبدانهم تعيش في هذه الحياة الدنيا، وقد انكشفت لهم كثير من تلك المنازل وتعرفوا على عوالم عظيمة منها ولا يمكن لأحد ان يعلمها أو يشاهدها أو يدركها إلا بعد مجاهدات سلوكية ومقامات سيرية.
وقد ثبتوا بعضا من تلك المنازل والمقامات والأحوال تحت عنوان (السير والسلوك) ولعل أفضلها ما ثبت في رسالة " السير والسلوك " المنسوبة لآية الله العظمى السيد محمد مهدي بحر العلوم (قدس سره).
وسواء جاهد الانسان واختار آخرته وهو بعد في الدنيا ولم يرحل منها، أو ترك الأمور تجري عليه ضمن قوانين القدر المحتوم والقضاء المبرم، فإنه سوف يلاقي يومه الذي وعد به، ويحل عليه السفر الطويل ويرى تلك المنازل رأي العين عندما يتحقق قوله تعالى: * (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) * (1).
وذلك اليوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تؤمن من قبل ولم تهيئ لسفرها عدته، ونجى المخفون.
ولذلك أكدت الروايات الكثيرة جدا على ضرورة الاعداد لسفر الآخرة (2).

(١) سورة ق: الآية ٢٢.
(٢) وأما الاستعداد للموت فمن تلك الروايات:
* روى الصدوق (رحمه الله) في أماليه عن الإمام العسكري (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) انه قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): ما الاستعداد للموت؟ قال: " أداء الفرائض، واجتناب المحارم، والاشتمال على المكارم، ثم لا يبالي أوقع على الموت، أم وقع الموت عليه " (الأمالي للصدوق: ص 97، المجلس 23، ح 8. ونقله عنه في البحار: ج 71، ص 263، ح 1).
* وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة خطبها بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بتسعة أيام:
" وان من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد، لن ينجو من الموت غني بماله، ولا فقير لاقلاله.. " (الأمالي للصدوق: ص 263 - 264، المجلس 52، ح 9. ونقله عنه في البحار:
ج 71، ص 263، ح 2).
* وروى الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن أبي إسحاق الهمداني قال: لما ولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) محمد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له كتابا، وأمره أن يقرأه على أهل مصر وليعمل بما وصاه به فيه... وكان من جملة ما جاء فيه: " يا عباد الله ان الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه، واعدوا له عدته، فإنكم طرد الموت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، هو الزم لكم من ظلكم.. " (الأمالي للطوسي: ص 27.
ونقله عنه في البحار: ج 71، ص 264، ح 6.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 مقدمة التحقيق والتعريب 7
3 حول موضوع الكتاب 11
4 حياة المؤلف (قدس سره) 43
5 مقدمة المؤلف (قدس سره) 101
6 أول المنازل: الموت وفيه عقبتان: العقبة الأولى: سكرات الموت وشدة نزع الروح 107
7 الأشياء التي تهون سكرات الموت 109
8 العقبة الثانية: العديلة عند الموت 115
9 الأمور النافعة لهذه العقبة 116
10 ذكر حكايتين مناسبتين 121
11 لطيفة 124
12 من منازل الآخرة المهولة: القبر وفيه عقبات: العقبة الأولى: وحشة القبر 128
13 العقبة الثانية: ضغطة القبر 137
14 المنجيات من ضغطة القبر 141
15 العقبة الثالثة: مسألة منكر ونكير 150
16 ذكر حكايات 155
17 من المنازل المهولة: البرزخ الآية، وبعض الروايات الواردة فيه 161
18 كلام من العلامة المجلسي (قدس سره) 163
19 ذكر عدة حكايات نافعة من المنامات الصادقة 165
20 من منازل الآخرة المهولة: القيامة وصف القيامة 179
21 بعض الأمور التي تنجي من شدائد القيامة 184
22 ساعة خروج الإنسان من قبره الآيات والروايات 194
23 ذكر بعض الأخبار في أحوال بعض الأشخاص عند خروجهم من قبورهم 195
24 بعض الأمور النافعة لهذه الساعة 197
25 ختم ذكره حتم 199
26 موقف الميزان الآيات 201
27 الأخبار في فضل الصلوات 202
28 روايات في حسن الخلق 206
29 حكايات في حسن الخلق 210
30 موقف الحساب الآيات والأخبار 219
31 حكايتان مناسبتان 221
32 موقف نشر الصحف الآيات والروايات 225
33 التبرك بذكر رواية نقلها السيد ابن طاووس 228
34 من موارد الآخرة المهولة: الصراط وصف الصراط 233
35 أسماء عقبات الصراط 236
36 حكاية 238
37 ذكر عدة أعمال لتسهيل المرور على الصراط 239
38 خاتمة ذكر عدة أخبار في شدة عذاب جهنم 243
39 جملة من قصص الخائفين 249
40 ذكر بعض الأمثال لتنبه المؤمنين 265
41 ختم الرسالة بدعائين شريفين 286
42 من تكاليف العباد في زمن الغيبة: الدعاء لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف 287
43 ملحق للمترجم ذكر عدة أخبار في وصف الجنة ونعيمها 291