اللسان وجوامع الكلم وبدايع البيان وغرائب الحكم التي امتاز بها روح العالم وسيد الكائنات، ولو اجتمع الإنس على وصفه أو استقصائه لما أحصوا عشر معشار بيانه، ولا حصروا جزءا من أجزاء منطقه.
گفتار خوش و لبان باريك * ما اطيب فاك جل باريك (١) * * * نعود إلى المقصود:
تبين من الأخبار المذكورة أن السيدة آمنة عاشت مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سنتين أو أكثر، فلابد أن ترضعه بمفاد قوله تعالى ﴿والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين﴾ (2) فالأم أولى برضاع ولدها، بل قد تكون - أحيانا - حقا لازما ونفقة واجبة، سيما اللبن الأول المسمى ب «اللبان» بالكسر فهو حق للمولود.
فماذا حدث حتى تسترضع له المراضع؟! حتى قيل: إنه أرضعته «ثويبة» مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح أياما، وتوفيت مسلمة سنة سبع من الهجرة، وكانت أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، ثم أرضعته حليمة السعدية (3).
وفي الكافي:... إن عليا ذكر لرسول الله ابنة حمزة فقال: «أما علمت أنها ابنة أخي من الرضاعة، وكان رسول الله وعمه حمزة قد أرضعا من امرأة» (4).
وفي الكافي أيضا خبر غريب: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما ولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكث أياما ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله فيه لبنا، فرضع