الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ١١٣
منه أياما، حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها (1).
وفي الخبر: وكانت عاتكة تلعقه عسلا صافيا مع الثريد، وبعثت عاتكة بالجواري والعبيد نحو نساء بني هاشم وقريش ودعتهن إلى رضاع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجئن إلى عاتكة واجتمعن عندها في أربعمائة وستين جارية من بنات صناديد قريش، فتقدمت كل واحدة منهن ووضعت ثديها في فم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما قبل منهن أحدا (2) (3).
فخرج عبد المطلب مهموما وقعد عند ستار الكعبة ورأسه بين ركبتيه كأنه امرأة ثكلى، وإذا بعقيل بن أبي وقاص وقد أقبل، وهو شيخ قريش وأسنهم، فلما

(١) الكافي ١ / ٤٤٨ ح ٢٧ وعنه البحار ١٥ / ٣٤٠ ح ١١ باب ٤.
(٢) البحار ١٥ / ٣٤٢ ح ١٣ باب ٤.
(٣) الهواء الطيب والماء العذب يؤثران في الطفل كما يؤثر حليب الأم في الرضاع، لأنه ينسجم وطبيعة الطفل أكثر من لبن غيرها من المراضع، فهو مغذ ومقو جدا، على العكس من الهواء النتن العفن فهو مضعف، وقد يكون مهلكا; لذا تجد سكان الأقاليم البعيدة نحو الجنوب والشمال خارجين عن حد الإعتدال في كل شيء.
وكانت العادة عند أهل مكة وعند الأثرياء اتخاذ المراضع لأطفالهم ليكثر نسلهم وتزداد وريثهم من دون ايجاد مزاحمة، ولتبقى نساؤهم في رفاهية من العيش وراحة من البال، وكانت خارج مكة متنزهات ومواطن فيها المياه العذبة والرياح اللطيفة والهواء البارد، وكانت العشائر تسكن هناك طلبا للماء والكلأ، وكان بعضهم يعاني من الفقر والحرمان، فكانوا يؤجرون نساءهم لترضع أبناء الأثرياء والزعماء في مكة ليسدوا بذلك فقرهم وفاقتهم.
واتخاذ المرضعة عمل مستحب في الشرع المقدس، بشرط أن لا تكون مريضة، ولا سيئة الخلق، ولا قبيحة المنظر، ولا يهودية، ولا نصرانية، ولا مجوسية، ولا ناصبية، ولا مجنونة، ولا حمقاء، ولا تكون مولودة من زنا، ولا ابنها لولد الزنا، ولو لم ترع هذه الأمور فإن تلك الصفات الرديئة والخصال الرذيلة ستنتقل في مدة قليلة من المرضعة إلى الرضيع، فيشب عليها الطفل وتتجذر فيه الخصال التي تأدب عليها في الصغر. (من المتن)
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخصيصة الخامسة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حديث «ما كمل من النساء...» وبيان كمال فاطمة (عليها السلام) عقلا وإيمانا وإرثا 3
2 الخصيصة السادسة عشر من الخصائص الخمسين في النساء الممدوحات في القرآن الكريم 19
3 الخصيصة السابعة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حال آمنة; الوالدة الماجدة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 52
4 الخصيصة الثامنة عشر من الخصائص الخمسين في حالات السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) 89
5 الخصيصة التاسعة عشر من الخصائص الخمسين في نسب وحسب حليمة السعيدة مرضعة النبي 106
6 الخصيصة العشرون من الخصائص الخمسين في بيان أحوال زوجات عبد المطلب وبناته 126
7 الخصيصة الحادية والعشرون من الخصائص الخمسين في حالات زوجات سيد الكائنات (صلى الله عليه وآله وسلم) 146
8 الخصيصة الثانية والعشرون من الخصائص الخمسين في أحوال أم أيمن وأسماء وسلمى وفضة الخادمة 162
9 الخصيصة الثالثة والعشرون من الخصائص الخمسين قبل الوفاة 202
10 الخصيصة الحادية والثلاثون في ذكر بقية شمائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 221
11 الخصيصة الثانية والثلاثون في الشمائل الكريمة لصهر الرسول وزوج البتول 250
12 الخصيصة الثالثة والثلاثون في بيان بقية شمائل صهر الرسول وزوج البتول 263
13 الخصيصة الرابعة والثلاثون في بيان يد وعضد صهر الرسول وزوج البتول (عليه السلام) 280
14 الخصيصة الخامسة والثلاثون في الوليمة ومقدماتها وتعيين وقت الزواج (الزفاف) 317
15 الخصيصة السادسة والثلاثون في بيان زفاف الصديقة الطاهرة (عليها السلام) 337
16 الخصيصة السابعة والثلاثون في بيان نزول هدية الجنة من السماء في زفاف فاطمة (عليها السلام) 355
17 الخصيصة الثامنة والثلاثون في تأويل قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان) 365
18 الخصيصة التاسعة والثلاثون بيان إجمالي في قوله تعالى (وإن منكم إلا واردها) 381
19 الخصيصة الأربعون في الآيات القرآنية المنزلة والمأولة في حق فاطمة الطاهرة 391
20 الخصيصة الحادية والأربعون في أن لفاطمة (عليها السلام) نصيبا في كل جزء وكل حرف من القرآن وكذا الأنوار الخمسة 411
21 الخصيصة الثانية والأربعون في بيان أن الله حصر الولاية والإمامة في أولاد فاطمة بعد زوجها و... 432
22 الخصيصة الثالثة والأربعون في بيان الأحاديث عن صحاح العامة التي تدل على فضيلة فاطمة (عليها السلام) 451
23 الخصيصة الرابعة والأربعون في بيان ما روي في صحاح العامة وكتب الخاصة في فضيلة تلك المخدرة 463
24 الخصيصة الخامسة والأربعون في بيان الحديث الثالث من الأربعين حديثا التي وردت في صحاح العامة وعن طرقهم 471
25 الخصيصة السادسة والأربعون في بيان البعض الآخر من الأربعين حديث المروية في صحاح العامة 484
26 الخصيصة السابعة والأربعون في ذكر بقية الأربعين حديثا المروية في صحاح العامة 508
27 الخصيصة الثامنة والأربعون في بيان أولاد تلك المخدرة والخصوصيات التي جعلها الله لها في نسلها 557
28 الخصيصة التاسعة والأربعون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام) وشؤون فاطمة الطاهرة في هذا المولود السعيد 593
29 الخصيصة الخمسون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام)، وتحقيق في الحديث الشريف «فاطمة بضعة مني...» 607