كذلك إلى السماء السابعة، والأرضون مثل ذلك. وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك) (1).
وروى ابن جرير وابن المنير عن ابن مسعود وناس من الصحابة رضي الله عنهم قالوا:
إن الله عز وجل كان عرشه على الماء لم يخلق شيئا غير ما خلق، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين: الاحد والاثنين، فخلق الأرض على الحوت، وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله (ن والقلم وما يسطرون)، والحوت في الماء والماء على ظهر صفاة والصفاة على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة على الريح، وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ولا في الأرض، فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزلت الأرض فأرسى عليها الجبال فقرت وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين: الثلاثاء والأربعاء، ثم استوى إلى السماء وهي دخان، والدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سماوات في يومين: الخميس والجمعة وإنما سمي الجمعة لأنه جميع فيه خلق السماوات والأرض وأوحى في كل سماء أمرها أي خلق خلقها من الملائكة والخلق الذي فيهما من البحار والجبال والبرد وما لا يعلم، ثم زين السماء الدنيا بالكواكب، فجعلها زينة وحفظا من الشياطين.
وروى ابن أبي حاتم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: (إن الله تعالى على عرشه وعرشه على سماواته، وسماواته على أرضه هكذا)، وقال بأصبعه: (مثل القية) وروى ابن حاتم عن القاسم بن أبي بزة - بالزاي المعجمة - قال: (ليس السماء مربعة ولكنها مقبوة يراها الناس خضراء) وروى ابن راهويه والطبراني في الأوسط، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال: (السماء ا لدنيا موج مكفوف والسماء ا لثانية زمردة بيضاء والثالثة حديد والرابعة نحاس والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوتة حمراء)، زاد ابن أبي حاتم: (وما فوق ذلك صحاري من نور، ولا يعلم ما فوق ذلك إلا الله تعالى وملك هو موكل بالحجب يقال له ميطاطروس). وروى أبو الشيخ وابن أبي حاتم عن كعب قال: (السماء أشد بياضا من اللبن واخضرت من خضرة جبل قاف).
شرح الغريب (الموج) - بميم فواو فجيم - ما ارتفع من فوران الماء. (المكفوف) - بميم