الثالثة: في أسمائه: الأول: المسجد الأقصى وتقدم الكلام عليه. الثاني: مسجد إيلياء بوزن كبرياء. وحكى البكري وغيره قصر ألفه، وحكى ابن يونس في شرح التعجيز. وابن الأثير في النهاية بتشديد الياء. وحكى صاحب المطالع وغيره حذف الياء الأولى وكسر الهمزة وسكون اللام والمد، قال محمد بن سهل الكاتب: معنى إيلياء بيت الله. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في مسند أبي يعلى: (الايلا) بالألف واللام، قال النووي: وهو غريب.
الثالث والرابع: (بيت المقدس) بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال مخففة، (والبيت المقدس) بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة. قال الواحدي: (معناه المطهر)، قال: أبو علي المقدسي: (وأما بيت المقدس يعني بالتخفيف فلا يخلو إما أن يكون مصدرا أو مكانا، فإن كان مصدرا كان كقوله تعالى: (إليه مرجعكم جميعا) (يونس: 4) ونحوه من المصادر، وإن كان مكانا فالمعنى بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة، وتطهيره على معنى إخلائه من الأصنام وإبعاده منها)، وقال الزجاج: (البيت المقدس أي المكان المطهر، وبيت المقدس أي المكان الذي يطهر فيه من الذنوب، هذا ما ذكره الواحدي)، وقال غيره: (البيت المقدس وبيت المقدس لغتان الأولى على الصفة والثانية على إضافة الموصوف إلى صفته كصلاة الأولى ومسجد الجامع.
قال ابن سراقة: (ويقال الأرض المقدسة ثلاثة: فلسطين - بفاء مفتوحة فلام مفتوحة - والأردن - بهمزة مضمومة فراء ساكنة فدال مهملة مضمومة فنون، قال البكري: مشددة - ودمشق، وهو ما أدرك بصر إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين رفع على الجبل وقيل له: (ما أدرك بصرك فهو ميراث لك ولولدك من بعدك).
الخامس: بيت المقدس: بضم الدال وإسكانها بغير ميم، ذكره الحازمي (2) في أسماء الأماكن ونقل عن ابن الأثير أيضا.
السادس: سلم بتشديد اللام لكثرة سلام الملائكة فيه. قال ابن بري: وأصله (شلم) بالشين المعجمة لان الشين المعجمة في العربية سين، فالسلام شلام واللسان لشان والاسم أشم، وقال البكري في حرف الشين المعجمة: (شلم) (3) بفتح أوله وثانيه وتشديده على وزن