وقال القطب في (المورد) والمحب ابن الشهاب بن الهائم في (الغرر): إنه حديث باطل. ونقل أبو الخطاب بن دحية رحمه الله تعالى عن الحكيم الترمذي أنه قال: كان الخاتم الذي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بيضة حمامة مكتوب في باطنها: الله وحده. وفي ظاهرها: توجه حيث شئت فإنك منصور. قال ابن دحية: وهذا غريب واستنكروه.
وتقدم لهذا مزيد بيان في فصل: اختلف في صفة خاتم النبوة فراجعه.
التاسع: قيل إن الخاتم النبوي الذي كان بين كتفيه صلى الله عليه وسلم رفع عند وفاته فكان بهذا عرف موته صلى الله عليه وسلم. فروى أبو نعيم والبيهقي من طريق الواقدي عن شيوخه قالوا: شكوا في موت النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: قد مات. وقال بعضهم: لم يمت. فوضعت أسماء بنت عميس (1) رضي الله تعالى عنها يدها بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: قد مات. قد رفع الخاتم من بين كتفيه. وكان بهذا عرف موته صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن سعد عن الواقدي عن أم معاوية أنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره.
والواقدي متروك بل كذبه جماعة.
وذكر في (الزهر) أن الحاكم روى في تاريخه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها لمست الخاتم حين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد رفع. انتهى.
ووقع لي نصف تاريخ الحاكم فطالعته فلم أر فيه ذلك وكأنه فيما لم يقع لي. فلينظر سنده، وما أخا له صحيحا. وعلى تقدير كونه صحيحا قال في (الاصطفاء) فإن قيل: النبوة والرسالة باقيتان بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة كما يبقى وصف الإيمان للمؤمن بعد موته لأن المتصف بالنبوة والرسالة والإيمان هو الروح وهي باقية لا تتغير بموت البدن كما صرح به النسفي فلم رفع ما هو علامة على ذلك؟
قلت: لأنه لما وضع لحكمة وهي تمام الحفظ والعصمة من الشيطان وقد تم الأمن منه بالموت فلم يبق لبقائه في جسده فائدة. وما ذكره النسفي من بقاء النبوة والرسالة بعد موت الأنبياء حقيقة هو مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى وعامة أصحابه، لا لما قال النسفي بل لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أحياء في قبورهم كما وردت به الأخبار وسيأتي تحقيق ذلك في باب حياته في قبره صلى الله عليه وسلم.
العاشر: روى الحافظ إبراهيم الحربي في غريبه وابن عساكر في تاريخه، عن جابر