الشياطين وتوهموا أن العبادة لهؤلاء، وقد برأ الله تعالى الملائكة والمسيح وعزيرا من ذلك، فما غير الله إلا الشياطين.
وهذه كلها منتزعه من قوله تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) وإذا تأمل قوله تعالى: (وقودها الناس والحجارة) [التحريم 6] فأخرج من خلاله أن معبودهم معذبهم المشتعل عليهم، فهو أبلغ في النكال وقطع الآمال.
الحيدة: بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية وهي العدول.
ومنهم الأخنس بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح النون فسين مهملة، ابن شريق - بفتح الشين المعجمة وبالقاف - الثقفي واسمه أبي وذكر غير واحد أنه أسلم بعد ذلك.
قال ابن إسحاق: وكان من أشراف القوم وممن يستمع منه وكان يصيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرد عليه، فأنزل الله تعالى: (ولا تطع كل حلاف) كثير الحلف بالباطل (مهين) حقير (هماز) عياب أي مغتاب (مشاء بنميم) أي ساع بالكلام بين الناس على وجه الإفساد بينهم.
(مناع للخير) يمنع الناس من الخير من الإيمان والإنفاق والعمل الصالح (معتد) ظالم (أثيم) كثير الإثم (عتل) غليظ جاف (بعد ذلك) بعد ما عد من مثاليه (زنيم) [القلم: 1 - 13] دعي في قريش قاله ابن عباس وأنشد على ذلك قول الشاعر:
زنيم تداعاه الرجال زيادة * كما زيد في عرض الأديم أكارعه (1) رواه عبد بن حميد وابن عساكر وبه قال عكرمة وأنشد قول الشاعر:
زنيم ليس يعرف من أبوه * بغي الأم ذو حسب لئيم وقيل إنه كان له زنمتان حقيقة.
وروى البخاري والنسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: هو رجل من قريش نعت فلم يعرف حتى قيل زنيم وكان له زنمة زائدة في عنقه يعرف بها.
تنبيه ما جزم به ابن إسحاق من أن هذه الآيات أنزلت في حق الأخنس رواه ابن أبي حاتم عن السدي وابن سعد وعبد بن حميد عن الشعبي وعبد الرازق وابن المنذر عن الكلبي وقيل