وقال البلاذري وقال غير ابن الكلبي، أشار جبريل إليه فامتخض رأسه قيحا وقال آخر:
هو عمر من الطلاطل. وذلك باطل.
الخامس: العاصي بن وائل السهمي. قال البلاذري: ركب حمارا له ويقال بغلة بيضاء فلما نزل شعبا من تلك الشعاب وهو يريد الطائف ربض به الحمار أو البغلة على شبرقة فأصابت رجله شوكة منها فانتفخت حتى صارت كعنق البعير ومات. ويقال إنه لما ربعض به حماره أو البغلة لدغ فمات مكانه قلت: القول الأول رواه البلاذري والقول الثاني رواه أبو نعيم بسند ضعيف عن ابن عباس.
الشبرقة - بكسر الشين المعجمة والراء: رطب الضريع.
وروى الشيخان وابن إسحاق عن خباب بن الأرت قال: كنت قينا. أي حدادا - في الجاهلية فعملت للعاصي بن وائل سيوفا - وفي رواية سيفا - فجئته أتقاضاه فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم. فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث. قال: وإني لميت ثم مبعوث؟! قلت: بلى. قال: دعني أموت وأبعث فنؤتي مالا وولدا فأعطيك هنالك حقك ووالله لا تكون أنت وصاحبك يا خباب أثر عند الله مني ولا أعظم حظا. فأنزل الله تعالى فيه (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) العاصي بن وائل وقال لخباب بن الأرت القائل له: تبعث بعد الموت والمطالب له بمال: (لأوتين) على تقدير البعث (مالا وولدا) فأقضيك. قال تعالى: (أطلع الغيب) أي أعلمه وأن يؤتي ما قاله، واستغنى بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل فحذفت (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) بأن يؤتي ما قاله (كلا) إي لا يوتى ذلك (سنكتب) نأمر بكتب (ما يقول ونمد له من العذاب مدا) نزيده بذلك عذابا فوق عذاب كفره (ونرثه ما يقول) من المال والولد (ويأتينا يوم القيامة فردا) [مريم 77: 80] لا مال له ولا ولد.
السادس: الحكم بن أبي العاصي بن أمية.
قال البلاذري: كان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشتمه ويسمعه ما يكره، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمشي ذات يوم وهو خلفه يخلج بأنفه وفمه فبقي على ذلك، وأظهر الإسلام يوم الفتح وكان مغموصا عليه في دينه، - فاطلع يوما على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في بعض حجر نسائه فخرج إليه بعنزة وقال: من عذيري من هذا الوزغة؟ لو أدركته لفقأت عينه أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم. ولعنه وما ولد وغربه من المدينة فلم يزل خارجا منها إلى أن مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قلت: وروى أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رجل