قال ابن هشام: الهمزة: الذي يشتم الرجل علانية ويكسر عينه عليه ويغمز به وجمعه همزات. واللمزة: الذي يعيب الناس سرا ويؤذيهم.
النضر بن الحارث.
قال ابن إسحاق: ابن كلدة بن علقمة.
قال الخشني: والصواب علقمة بن كلدة.
كان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا فدعا فيه إلى الله وتلا عليهم القرآن وحذر قريشا ما أصاب الأمم الماضية خلفه في مجلسه إذا قام فحدثهم عن ملوك الفرس، ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثا مني، وما أحاديثه إلا أساطير الأولين اكتتبها كما اكتتبتها فأنزل الله:
(وقالوا أساطير الأولين) أكاذيبهم، جمع أسطورة بالضم (اكتتبها) انتسخها من القوم بغيره (فهي تملى) تقرأ (عليه) ليحفظها (بكرة وأصيلا) غدوة وعشيا.
قال تعالى ردا عليهم: (قل أنزله الذي يعلم السر) الغيب (في السماوات والأرض) إنه كان غفورا) للمؤمنين (رحيما) بهم.
قال ابن إسحاق: وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فيما بلغني مع الوليد بن المغيرة في المسجد فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم وفي المجلس غير واحد من رجال قريش فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له النضر فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه ثم تلا عليه وعليهم: (إنكم) يا أهل مكة (وما تعبدون من دون الله) أي غيره من الأوثان (حصب جهنم) وقودها (أنتم لها واردون) داخلون فيها (لو كان هؤلاء) الأوثان (آلهة) كما زعمتم (ما وردوها) دخلوها (وكل) من العابدين والمعبودين (فيها خالدون) لا خلاص لهم منها (لهم) للعابدين (فيها زفير) صياح (وهم فيها لا يسمعون) [الأنبياء 98: 100] ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عبد الله بن الزبعرى - بزاي فباء موحدة مكسورتين فعين مهملة ساكنة فراء فألف مقصورة - وأسلم بعد ذلك، حتى جلس إليهم فقال الوليد بن المغيرة لعبد الله بن الزبعرى والله ما قام النضر بن الحارث لابن عبد المطلب آنفا وما قعد وقد زعم محمد أنا وما نعبد من - آلهتنا هذه حصب جهنم. فقال عبد الله: أما والله ولو وجدته لخصمته فسلوا محمدا أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة واليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد عيسى ابن مريم. فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس من قول عبد الله ورأوا أنه قد احتج وخاصم.
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده، إنهم إنما يعبدون الشياطين ومن أمرتهم بعبادته.
فأنزل الله تعالى: (إن الذي سبقت لهم منا) المنزلة (الحسنى) وهي السعادة أو