وذكرت أن عثمان كان لهما في الفضل ثالثا. فإن يكن [عثمان] محسنا فسيلقى ربا شكورا يضاعف الحسنات، ويجزي بها الثواب العظيم، وإن يكن [عثمان] مسيئا فسيلقى ربا غفورا لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.
وإني لأرجو إذا أعطى الله الناس لاعمالهم وقدر فضائلهم ونصحهم لله ولرسوله أن يكون حظنا أهل البيت من ذلك الأوفر (1).
إن محمدا صلى الله عليه وسلم لما دعا الناس إلى الايمان بالله والتصديق به كنا أول أهل بيت من الناس آمن بالله وصدق بما جاء به فلبثنا عدة أحوال وما يعبد الله في ربع ولأسكن من الأرض غيرنا (2) فأراد قوم قتل نبينا واجتياح أصلنا وهموا بنا الهموم وفعلوا بنا الأفاعيل وقطعوا عنا الميرة (3) ومنعونا الماء وجعلوا علينا المراصد والعيون واضطرونا إلى جبل وعر وأوقدوا [ علينا] نار الحرب وكتبوا علينا بينهم كتابا لا يواكلونا ولا يشاربونا ولا يناكحونا ولا نأمن فتنتهم حتى ندفع إليهم محمدا صلى الله عليه وسلم [وآله] وسلم فيقتلوه!!! فلم نكن نأمن إلا من موسم إلى موسم (4) فعزم الله لنا على منع نبيه والذب عن حريمه والقيام بأسيافنا في ساعات الخوف بالليل والنهار دونه مؤمننا يرجو بذلك الثواب وكافرنا يحمي به عن الأصل (5).
وأما من أسلم من قريش بعد فإنهم كانوا مما نحن فيه أخلياء (6) منهم [ذو] حليف ممنوع أو ذو عشيرة يدافع عنه [فهم] من القتل بمكان نجوة ومنجاة (7).