من جاء إلى هذه الراية فهو آمن ممن لم يكن قتل ولا تعرض لأحد من المسلمين بسوء، ومن انصرف منكم إلى الكوفة فهو آمن، ومن انصرف إلى المدائن فهو آمن لا حاجة لنا بعد أن نصيب قتلة إخواننا في سفك دمائكم (1).
فانصرف عروة بن نوفل الأشجعي (2) في خمسمائة (3) فارس، وخرج طائفة أخرى منصرفين إلى الكوفة (4) وطائفة أخرى إلى المدائن (5)، وتفرق أكثرهم بعد أن كانوا اثني عشر ألفا، فلم يبق منهم غير أربعة آلاف (6) فزحفوا إلى علي (عليه السلام) وأصحابه، فقال علي لأصحابه: كفوا عنهم حتى يبدأوكم (7). فتنادوا الرواح الرواح إلى الجنة (8). فحملوا على الناس فانفرقت خيل علي عنهم فرقتين حتى ساروا في وسطهم (9) عطفوا عليهم من الميمنة والميسرة واستقبلت الرماة وجوههم بالنبل