الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٢٤٥
بهامش تفسير الطبري، والميبدي شارح ديوان أمير المؤمنين: ٤١٥، والسيوطي في كتابة الدر المنثور: ٢ / ٢٩٨. والسيد عبد الوهاب محمد بن أحمد الحسيني البخاري، وجمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي.
وذكر سبب نزول الآية محمد محبوب العالم في تفسيره الشاهي، والبدخشاني في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل العبا، وكتاب نزل الأبرار، والشوكاني في فتح القدير: ٢ / ٦٠، والآلوسي في تفسيره روح المعاني: ٦ / ١٩٢، والقندوزي الحنفي، والشيخ محمد عبده في المنار: ٦ / ٤٦٣. والطبراني في معجمه:
٥ / ١٦٧، والحاكم في المستدرك: ٣ / ١٠٩ و ١٤٩ و ١٥١، وأحمد بن حنبل في المسند: ٤ / ٣٧٢، و: ٥ / ١٨٢ / ٢١٠٦٨، والنسائي في الخصائص العلوية: ٢١، وشرف الدين الموسوي في المراجعات:
٥٦ / ١٨٤ و ١٨٥ و ٥٨ / ١٩٤ و ١٩٦.
وذكر سبب النزول أيضا السيد محمد بن محمد الموسوي الحائري البحراني في كتابه خلفاء الرسول: ١٢٣ و ١٢٥ و ١٢٧ والسيد أمير محمد الكاظمي القزويني في كتابه نقض الصواعق: ١٣٥ الطبعة الثانية، وفرائد السمطين: ١ / ٣١٢ و ١٥٨ ح ١٢٠ الفصل الأول باب ٥٨ عن التابعي سليم بن قيس الهلالي، غاية المرام: ٣٣٤ ب ٣٧ ح ٢.
الغدير عهد إلهي أجمع المؤرخون وأهل السير أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج في السنة العاشرة من الهجرة للحج، ودعا المسلمين عموما إلى ذلك فاستجاب لدعوته المسلمون، وقد اختلف في عددهم، فمنهم من قال:
٩٠ ألفا، ومنهم من قال: ١١٤ ألفا، ومنهم من قال: ١٢٠ ألفا، ومنهم من قال: ١٢٤ ألفا، وقيل: أكثر من ذلك. وهي الحجة التي يطلق عليها حجة الوداع لأنها الحجة الوحيدة التي حجهارسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذلك تسمى بحجة البلاغ نسبة إلى قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك) وتسمى أيضا بحجة التمام والكمال طبقا لقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى).
خرج من المدينة يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، وقد خرج معه نساؤه جميعا في هوادج وسار معه أهل بيته (عليهم السلام)وأغلبالمهاجرين والأنصار، بالإضافة إلى الذين جاؤوا من اليمن مع الإمام علي (عليه السلام) وأبي موسى الأشعري، وأثناء خروجه من المدينة أصيب الناس بوباء الجدري أو الحصبة مما تسبب في منع الكثير من الذهاب إلى الحج معه (صلى الله عليه وآله) ورغم ذلك فقد حج معه (صلى الله عليه وآله) ذلك العدد المشار إليه سابقا.
أصبح (صلى الله عليه وآله) يوم الأحد بيلملم، ثم راح فتعشى بشرف السيالة، وصلى المغرب والعشاء، ثم صلى الظهر بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء، ثم سار فصلىالعصر بالمنصرف، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى، وصلى الصبح بالإثابة، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج، واحتجم بلحى جمل - عقبة الجحفة - ونزل السقياء يوم الأربعاء، وأصبح بالأبواء وصلى هناك، ثم راح ونزل يوم الجمعة بالجحفة، ومنها إلى قديد وسبت فيه، وكان يوم الأحد بعسفان.
ثم سار فلما كان بالغميم اعترض المشاة فصفوا صفوفا فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا بالنسلان - وهو المشي السريع دون العدو - ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الاثنين بمر الظهران فلم يبرح حتى أمسى وغربت له الشمس بسرف فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى إلى الاثنين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء.
انظر المصادر التالية: تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ٣٠، السيرة الحلبية: ٣ / ٢٥٧، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: ٣ / ٣، الغدير للعلامة الأميني: ١ / ٩، الطبقات الكبرى لابن سعد: ٣ / ٢٢٥، إمتاع المقريزي: ٥١٠، إرشاد الساري: ٦ / ٤٢٩، تاريخ الخلفاء لابن الجوزي:
٤ / ١٨، دائرة المعارف لفريد وجدي: ٣ / ٥٤٢، مجمع الزوائد: ٩ / ١٥٦، ثمار القلوب: ٥١١، أسباب النزول للواحدي: ١٣٥ الدر المنثور: ٢ / ٢٩٨، فتح القدير: ٢ / ٥٧، تفسير النيسابوري: ٦ / ١٩٤.
ولما صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع (انظر مجمع الزوائد: ٩ / ١٠٥ و ١٦٣ - ١٦٥ وانظر أيضا المصادر السابقة) نزلت عليه في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة (انظر الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ١ / ١٩٢ - ١٩٣) آية (يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك) فنزل بغدير خم من الجحفة (راجع مجمع الزوائد: ٩ / ١٦٣ - ١٦٥ البداية والنهاية لابن كثير: ٢٠٩ - ٢١٣ (وخم: واد بين مكة والمدينة عند الجحفة). عنده خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة (انظر ربيع الأبرار للزمخشري: ١ / ٨٤ ط بغداد). وقيل خم موضع تصب فيه عين. وقيل هو بئر من الميشب، حفرها مرة بن كعب وهو على بعد ٣ أميال من الجحفة وقيل على بعد ميل، وهي التي عناها الشاعر:
وقالت بالغدير غدير خم * أخي إلى متى هذا الركوب (انظر مراصد الاطلاع: ١ / ٤٨٢، وسفينة البحار: ٢ / ٣٠٩) وكان يتشعب منها طريق المدينة، ومصر، والشام (انظر معجم البلدان: مادة الجحفة) ووقف هناك حتى لحقه من بعده ورد من كان تقدم (انظر البداية والنهاية لابن كثير: ٢١٣) ونهى أصحابه عن سمرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك (مجمع الزوائد: ٩ / ١٠٥ ومعنى السمر: نوع من الشجر، وقم - من باب مد أي كنسه ونظفه. وانظر المصادر السابقة، والبداية والنهاية لابن كثير: ٢٠٩) ونادى بالصلاة جامعة (انظر مسند أحمد: ٤ / ٢٨١، سنن ابن ماجة باب فضائل علي، تاريخ ابن كثير: ٢٠٩ و ٢١٠)، وعمد إليهن (مجمع الزوائد: ٩ / ١٦٣ و ١٦٥) وظلل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بثوب على شجرة سمرة من الشمس (مسند أحمد: ٤ / ٣٧٢، البداية والنهاية لابن كثير: 5 / 212)، فصلى الظهر بهجير (مسند أحمد:
4 / 281 وانظر المصادر السابقة).
ثم قام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر ووعظ وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: إني أوشك ان أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك بلغت ونصحت