وقالت: لأطلبن بدمه.
وخرج طلحة والزبير من المدينة فأظهرا إرادة العمرة واستاذنا أمير المؤمنين - عليه السلام -. فقال: والله ما تريدان العمرة بل الغدرة (1).
فلما وصلا مكة إلى عائشة [أخرجاها إلى البصرة.
وترحل (2) أمير المؤمنين - عليه السلام - بطلبهم وكتب إليهما وإلى عائشة] (3) بالرجوع عما يكرهه الله - تعالى - والدخول فيما عاهداه به فامتنعوا. فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إن طلحة بن عبيد الله أعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي اللهم فعاجله ولا تمهله وأن الزبير بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوي ونصب الحرب لي وهو يعلم أنه ظالم اللهم فاكفنيه كيف شئت وأنى شئت. ثم تصافوا وتقاربوا لابسي (4) الأسلحة وأمير المؤمنين - عليه السلام - بين الصفين عليه قميص ورداء وعلى رأسه عمامة سوداء. فلما رأى أنه لا بد من الحرب نادى بأعلى صوته: أين الزبير بن العوام فليخرج إلي؟
فخرج إليه ودنى منه.
فقال له: يا أبا عبد الله ما حملك على ما صنعت؟
فقال: الطلب بدم عثمان فقال: أنت وأصحابك قتلتموه فيجب عليك أن تقيد (5) من نفسك. ولكن أنشدك الله الذي لا إله إلا هو أما