المبحث (1) الخامس: في المباهلة:
قضية (2) المباهلة تدل على فضل تام وورع كامل لمولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - وأفضل الصلوات وأكمل التحيات - ولولديه وزوجته - صلى الله عليهم. حيث استعان بهم رسول الله - (ص) - في الدعاء إلى الله والتأمين على دعائه لتحصل له الإجابة فيه. ولما انتشر الإسلام بعد الفتح وقوي سلطانه وفد إلى النبي - (ص) وسلم - الوفود. منهم من أسلم ومنهم من استأمن ليعود إلى قومه برأيه - عليه السلام - فيهم. وكان ممن وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلا من النصارى منهم العاقب والسيد وعبد المسيح فقدموا المدينة عند صلاة العصر وعليهم لباس الديباج والصلب فصار إليهم اليهود وتساءلوا (3) بينهم. فقالت النصارى لهم: لستم على شئ. وقالت لهم اليهود: لستم على شئ كما حكى الله - تعالى - عنهم.
فلما صلى النبي - (ص) - العصر توجهوا إليه يقدمهم الأسقف فقال: يا محمد ما تقول في السيد المسيح؟
فقال: عبد الله اصطفاه وانتجبه.
فقال الأسقف: أتعرف له أبا؟
فقال النبي - (ص) -: لم يكن عن نكاح فيكون له أب.
قال: فكيف قلت: إنه عبد مخلوق وأنت لم تر عبدا مخلوقا إلا عن نكاح وله والد؟