المؤمنين - عليه السلام -: أفرجوا له فإنه محرج (1) فدخل في الصف وخرج وقال لولده: رأيت ما صنعت. لو خائفا ما فعلت ذلك؟ ثم شق الصفوف وخرج من بينهم ونزل على قوم من بني تميم فقام إليه عمرو (2) بن جرموز المجاشعي فقتله حين نومه (3) وكان في ضيافته (4). فنفذت فيه دعوة أمير المؤمنين - عليه السلام -.
وأما طلحة فجاءه سهم وهو قائم للقتال فقتله.
ثم التحم القتال فتقدم رجل يقال له: عبد الله من أصحاب الجمل فجال بين الصفوف وقال: أين أبو الحسن؟ فخرج إليه علي - عليه السلام - وشد عليه وضربه بالسيف فاسقط عاتقه ووقع قتيلا. ثم خرج رجل وتعرض لعلي - عليه السلام - فخرج إليه وضربه على وجهه فسقط نصف قحف رأسه.
ثم خرج (5) ابن أبي خلف الخزاعي وقال: هل لك يا علي في المبارزة؟
فقال علي: ما أكره ذلك ولكن ويحك يا ابن أبي خلف ما راحتك [في القتل] (6) وقد علمت من أنا؟
فقال: ذرني يا ابن أبي طالب من كبرك وادن مني لترى أينا يقتل صاحبه.