- عليه السلام - فقال له أبو بكر فلم يجبه أمير المؤمنين - عليه السلام - بحرف واحد.
فرجع إليهم وقال: والله ما أجابني حرفا واحدا.
فقال عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب: امض أنت إليه فخاطبه.
ففعل فلم يجب أمير المؤمنين - عليه السلام - بشئ.
فلما طلع الفجر كبس (1) على القوم. ونزل جبرئيل (2) على النبي - صلى الله عليه وآله - بالحلف بخيله فقال: (والعاديات ضبحا) (3).
فاستبشر النبي - صلى الله عليه وآله - واستقبل عليا - عليه السلام - [فنزل علي عليه السلام،] (4) وقال له النبي: لولا أن أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك اركب فإن الله ورسوله عنك راضيان (5).
وأما بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وآله - فإنه ابتلي أكثر عمره بالحروب - أيضا. ففي وقعة الجمل نكث طلحة والزبير بيعتهما لأمير المؤمنين - عليه السلام -. وكانت عائشة بالمدينة تحرض الناس على قتل عثمان وتقول: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا فلقد أبلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهذه ثيابه لم تبل (6). وخرجت إلى مكة وقتل عثمان وعادت إلى بعض الطريق فسمعت بقتله وأنهم بايعوا عليا - عليه السلام - فرجعت