المؤمنين - عليه السلام - عنه وجهه (1) وانصرف إلى عسكره وجاء عمرو إلى معاوية فضحك منه. قال: مم تضحك؟ والله لو بدا لعلي من صفحتك ما بدا له من صفحتي إذا لأوجع قذالك وأيتم عيالك وانتهب (2) مالك.
فقال معاوية: لكن حصلت لك فضيحة الأبد.
وكان بسر بن أرطاة من أصحاب معاوية من شر الناس وأقدمهم على معاصي الله لما سمع طلب علي - عليه السلام - مبارزة معاوية قال: أنا أخرج إليه. فخرج فحمل علي - عليه السلام - عليه فسقط بسر عن فرسه على قفاه ورفع رجليه فانكشفت سوءته (3) فرجع أمير المؤمنين - عليه السلام - عنه وضحك معاوية وصاح فتى من أهل الكوفة: ويلكم يا أهل الشام أما تستحون لقد علمكم ابن العاص كشف الأستاه الحروب.
وفي ليلة الهرير باشر الحرب بنفسه خاصة وكان كلما قتل قتيلا كبر فعد تكبيره فبلغ خمسمائة وثلاثا وعشرين تكبيرة وعد قتلى الفريقين في صبيحة تلك الليلة فبلغت ستة وثلاثين ألف قتيل. واستظهر حينئذ أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - وزحف مالك الأشتر حتى ألجأهم (4) إلى معسكرهم.
فلما رأى عمرو بن العاص الحال قال لمعاوية (5): نرفع المصاحف وندعوهم إلى كتاب الله - تعالى -.