ولم لم يشفقا على الدين يوم بدر الثانية؟ والرعابيب (1) ترعب، والأوداج تشخب، والصدور تخصب، أم هلا بادرا يوم ذات الليوث، وقد أبيح التولب (2) واصطلم (3) الشوقب (4)، وأدلهم الكوكب. ولم لا كانت شفقتهما على الإسلام يوم الكد؟ والعيون تدمع، والمنية تلمع، والصفايح (5) تنزع.
ثم عدد وقائع النبي (صلى الله عليه وآله) كلها على هذا النسق، وقرعهما بأنهما في هذه المواقف كلها كانا مع النظارة والخوالف والقاعدين، فكيف بادرا الفتنة بزعمهما يوم السقيفة؟ وقد توطأ الإسلام بسيفه، واستقر قراره وزال حذاره.
ثم قال بعد ذلك كلمة: ما هذه الدهماء (6) والدهياء وردت علينا من