فقال: أنت أبو ليلى؟ قال: نعم قال: ومعك كتاب تبع الأول؟ فتحير الرجل فقال: هات الكتاب.
فأخرجه ودفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلام فدفعه النبي إلى علي (عليما السلام) فقرأه عليه فلما سمع النبي (صلى الله عليه وآله) كلام تبع قال: مرحبا بالأخ الصالح ثلاث مرات، وأمر أبا ليلى بالرجوع إلى المدينة (1).
19 - قال محمد الفتال: كان عند تربة النبي (صلى الله عليه وآله) جماعة فسأل أمير المؤمنين (عليه السلام) سلمان عن مبدأ أمره؟ فقال: كنت من أبناء الدهاقين بشيراز، عزيز على والدي، فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا أنا بصومعة، وإذا فيها رجل ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله، وأن محمدا حبيب الله.
قال: فرصف (2) حب محمد لحمي ودمي، فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق من السقف، فسألت أمي عنه، فقالت: لا تقربه، فإنه يقتلك أبوك.
فلما جن الليل أخذت الكتاب، فإذا فيه: بسم الرحمن الرحيم، هذا عهد من الله إلى آدم، أنه خالق من صلبه نبيا يقال له: محمد، يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان، يا روزبه أنت وصي عيسى، فآمن واترك المجوسية.
قال: فصعقت صعقة شديدة، فأخذني أبي وأمي وجعلاني في بئر عميقة وقالا إن رجعت وإلا قتلناك، وضيقوا علي الأكل والشرب.
فلما طال أمري دعوت الله بحق محمد ووصيه أن يرحني مما أنا فيه، فأتاني آت عليه ثياب بيض، فقال: قم يا روزبه، فأخذ بيدي وأتى بي الصومعة، فقلت