اليوم نتوافق على حدود الحق والباطل، من وثق بما لم يضم، من استودع خائنا فقد غش نفسه، من استرعا ذئبا فقد ظلم من ولي غشوما (1) فقد اضطهد هذا، هذا موقف صدق ومقام أنطق فيه بحقي، وأكشف الستر والغمة عن ظلامتي.
يا معشر المجاهدين المهاجرين والأنصار أين سبقت تيم وعدي إلى سقيفة بني ساعدة خوف الفتنة، ألا كانت يوم الإيواء، إذ تكانفت (2) الصفوف، وتكاثرت الحتوف، وتقارعت السيوف.
أم هلا خشيا فتنة الإسلام يوم ابن عبد ود، وقد نفح (3) بسيفه، وشمخ بأنفه وطمح بطرفه، ولم لم يشفقا على الدين وأهله يوم بواط، إذ اسود لون الأفق، وأعوج عظم العنق، وانحل سيل العرق، ولم يشفقا يوم رضوي، إذ السهام تطير والمنايا تسير، والأسد تزأر (4).
وهلا بادرا يوم العشيرة، إذ الأسنان تصطك، والأذان تستك (5)، والدروع تهتك وهلا كانت مبادرتهما يوم بدر، إذ الأرواح في الصعداء (6) ترتقي والجياد بالصناديد ترتدي (7) والأرض من دماء الأبطال ترتوي.