العدد القوية - علي بن يوسف الحلي - الصفحة ١٩٤
لاستغفرت الله لها.
ثم قال: إنما أنطق لكم العجماء ذات البيان (1) وأفصح الخرساء ذات البرهان، لأني فتحت الإسلام، ونصرت الدين، وعززت الرسول، وثبت أركان الإسلام، وبينت أعلامه، وأعليت مناره، وأعلنت أسراره، وأظهرت آثاره وحاله، وصفيت الدولة ووطئت للماشي والراكب، ثم قدتها صافية، على أني بها مستأثر (2).
ثم قال بعد كلام: ثم سبقني إليه التيمي والعدوي، كسباق الفرس احتيالا واغتيالا وخدعة وغلبة.
ثم قال بعد كلام: اليوم أنطق الخرساء ذات البرهان، وأفصح العجماء ذات البيان، فإنه شارطني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل موطن من مواطن الحروب، وصافقني على أن أحارب الله وأحامي لله، وأنصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) جهدي وطاقتي وكدحي (3) وكدي، وأحامي عن حريم الإسلام، وأرفع عن أطناب الدين، وأعز الإسلام وأهله، على أن ما فتحت وبنيت عليه دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وقرأت فيه المصاحف،

(1) قوله عليه السلام (العجماء ذات البيان) قيل: كنى عليه السلام بها عن العبر الواضحة، وما حل بقوم فسقوا عن أمر ربهم، وعما هو واضح من كمال فضله عليه السلام وعن حال الدين ومقتضى أوامر الله تعالى، فإن هذه الأمور عجماء لا نطق لها بيانا ذات البيان حالا، ولما بينها عليه السلام فكأنه أنطقها لهم، وقيل: العجماء صفة لمحذوف، أي:
الكلمات العجماء، والمراد ما في هذه الخطبة من الرموز التي لا نطق لها مع أنها ذات بيان عند أولي الألباب - البحار.
(2) قوله عليه السلام (على أني بها مستأثر) على بناء المفعول، والاستيثار الاستبداد والانفراد بالشئ، والكلام مسوق على المجاز، أي: ثم تصرفوا في الخلافة على وجه كأني فعلت جميع ذلك ليأخذوها مني مستبدين بها، ويحتمل الاستفهام الإنكاري، ويمكن أن يقرأ على بناء اسم الفاعل - البحار.
(3) الكدح: العمل والسعي - البحار.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست