يقولون له: يا بن رسول الله النار النار يا ابن رسول الله النار، فما رفع رأسه حتى أطفئت، فقيل له: ما الذي ألهاك عنها؟ فقال: ألهتني عنها النار الأخرى.
86 - قال زرارة بن أعين: سمع قائل في جوف الليل يقول: أين الزاهدون في الدنيا، الراغبون في الآخرة، فهتف هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه: ذاك علي بن الحسين (عليهما السلام).
87 - قال علي بن الحسين (عليهما السلام): خرجت حتى انتهيت إلى حائط، فاتكيت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر تجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا حزنك؟ فرزق الله حاضر للبر والفاجر.
فقلت: ما على هذا حزني، وأنه كما يقول.
قال: فعلى الآخرة؟ فهو وعد صادق، يحكم فيه ملك قاهر، فعلام خوفك؟
قال قلت: أتخوف من فتنة ابن الزبير، فضحك ثم قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط توكل على الله فلم يكفه؟ قلت: لا.
قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط خاف الله فلم ينجه؟ قلت: لا.
قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط سأل فلم يعطه؟ قلت: لا.
ثم نظرت إليه فإذا ليس قدامي أحد (1).
88 - قيل: حج هشام بن عبد الملك، فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يتمكن وجاء علي بن الحسين (عليهما السلام) فوقف له الناس، وتنحوا له حتى استلم الحجر.
نبذة من أحوال الإمام الحجة (عليه السلام):
89 - إذا مد (2) رأسه أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع يده على