الشهرة وحكاية الاتفاق أشكل اثبات الشرط المذكور في الاقتداء بالمرئة لندرة وقوعها على تقدير جوازها فلا يشمله الاطلاقات ثم الظاهر من النص والفتوى كون هذا الشرط شرطا واقعيا فلو انكشفت السترة بينهما بعد الصلاة بطلت الجماعة والصلاة كما هو ظاهر قوله ليس لمن صلى خلف المقاصير صلاة نعم لو اتفق ذلك مع عدم الاخلال بوظيفة المنفرد من القراءة وترك تعدد الركوع عند التقدم على الامام سهوا فلا يبعد الصحة بناء على تنزيل اطلاق بطلان الصلاة في الصحيحة المذكورة على الغالب من ترك القراءة فلو فرضنا الاقتداء به في الركعتين الأخيرتين ولم يحصل ما يبطل مع الانفراد صح والظاهر أيضا ان هذا الشرط معتبر في الأثناء فلا يكفى مجرد تحققه في الابتداء ويشترط {اجتماع المأموم والامام في الموقف} فلا يجوز مع التباعد الا مع اتصال الصفوف اجماعا محققا في الجملة ومنقولا واختلف في تحديد البعد المانع فعن الحلبي وابن زهرة التحديد بمالا يتخطى مدعيا ثانيهما عليه الاجماع قال لا يجوز ان يكون بين الامام والمأمومين ولا بين الصفين ما لا يتخطى من بناء ومسافة أو نهر ثم ادعى الاجماع على ذلك انتهى حكى اختياره عن ظاهر الإشارة والمدارك والذخيرة والمفاتيح والمصابيح وصاحب المعالم في الاثني عشرية وتلميذة في شرحها وعن الفاضلين ان السيد قال في المصباح ينبغي ان يكون بين كل صفين قدر مسقط الانسان إذا سجد أو مريض غير غنم فان تجاوز ذلك القدر الذي لا يتخطى لم يجز انتهى وظاهر معقد اجماع الغنية اعتبار عدم ما لا يتخطى بين مسجد أحد الصفين وموقف الأخر لأنه المتصور في توسط البناء والنهر دون ما بين موقفي الصفين ولا يبعد حمل عبارة المصباح عليه بان يكون مراده ولو لأجل توافق صدر الكلام وذيله التجاوز عن مقدار مسقط الجسد بالقدر الذي لا يتخطى ويمكن سقوط حرف الباء من قلم النساخ ويمكن حمل كلام الكل بناء على ما قيل من أن المتبادر من الصف مجموع القطر الذي يشغله جسد المصلى في حال السجود ويؤيده انه لو كان مواقف اقدام المصلين لم يكن معنى للتحديد بما لا يتخطى بل كان اللازم التعبير باتصال الصفوف وعدم الفصل بينها رأسا سواء كان مسقط أجسادهم مما يتخطى أو مما لا يتخطى إذا التحديد بما لا يتخطى على هذا يصير تقدير الأمكنة صلوات أهل الصف المتأخر بان لا يشغلوا في صلاتهم ما لا يتخطى من المكان وهو كما ترى هذا كله مع أن مكان المصلي غالبا مما لا يتخطى سيما إذا لم يعد موقف القدم الأولى للمتخطي من المسافة كما هو الظاهر وكيف كان فلو أريد مانعية البعد بما لا يتخطى بين مواقف اقدام الصفوف فيدل على بطلانه استمرار السيرة القطعية على عدم ملاحظة شدة الاتصال بين الصفوف على هذا الوجه وكذا بين آحاد الصف الأول إذ بناء على اعتبار اتصال الصفوف وعدم الفصل بينها رأسا يعتبر اتصال آحاد الصف والا لكان المنفصل بقليل عن الصف المتصل بالامام المحاذي
(٣٢٧)