الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٢٨
يجل عن الأعراض والأين والمتى * ويكبر عن تشبيهه بالعناصر إذا طاف قوم بالمشاعر والصفا * فقبرك ركني طائفا ومشاعري (1) وإن ذخر الأقوام نسك عبادة * فحبك أو في عدتي وذخائري (2) وإن صام ناس في الهواجر حسبة * فمدحك أسنى من صيام الهواجر (3) وأعلم أني إن أطعت غوايتي * فحبك أنسي في بطون الحفائر (4) وإن أك فيما جئته شر مذنب * فربك يا خير الورى خير غافر فوالله لا اقلعت عن لهو صبوتي ولا سمع اللاحون يوما معاذري (5)

1 المشاعر جمع مشعر وهي مواضع المناسك والصفا من جملتها وأما كونه يختار زيارة قبر علي عليه السلام على المشاعر فلان فضله بالذات وبالعرض وفضل المشاعر بالعرض لا بالذات فزيارته عليه السلام أتم وأكمل من زيارتها.
2 النسك العبادة والناسك العابد والنسك جمع نسيكة وهي الذبيحة وأضاف النسك إلى العبادة لاختلاف لفظهما ولا ريب إن محبة علي مجردة أتم وأنفع عند الله من العبادة مجردة من محبته لأن محبته تستلزم الثواب الدائم وعدمها يستلزم العقاب الدائم وإن قرن به عمل صالح.
3 الحسبة الأجر والجمع الحسب وأسنى أشرف ولا ريب أن مدحه أفضل من الصيام لأن الصيام لازم والمدح عبادة متعدية والثاني أفضل من الأول.
4 الغواية مصدر غوى الرجل يغوي غيا وغواية فهو غو إذا ضل.
5 اقلعت: كففت. واللاحون اللائمون. وقد تقدم التنبيه على معنى هذه الأبيات والنصوص بهذا المضمون وافرة في الطرفين.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست