الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١١٩
وسرت بأرض النهروان * فزعزعت ركني قدس (1) اللون برق مختلس * والصوت رعد مرتجس (2) فغدت سنابكها على * هام الخوارج كالقبس (3) يرمي بها بحر الوغى * أسد الملاحم والوطس (4) الزاهد الورع التقي * العالم الحبر الندس (5) صلى عليه الله ما * غار الحجيج وما جلس

١ النهروان نهر شتر في دجلة كانت عنده وقعة الخوارج وقدس جبل عظيم وداله ساكنة وحركها ضرورة وضمير سرت يعود إلى الخيل المتقدمة ولما ذكر الناكثين والقاسطين ذكر بعدهم المارقين وهم الخوارج وتسميتهم بالمارقين لقول النبي صلى الله عليه وآله إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
٢ المختلس الذي يختلس الأبصار أي يخطفها والمرتجس الذي له رجس وهو الصوت الشديد.
٣ السنابك جمع سنبك وهو مقدم الحافر. والقبس جمع قبوس وهو أعلى البيضة من الحديد يعني أن حوافر الخيل قد صارت على رؤوسهم وهي قتلى كأنها البيض.
٤ الملاحم جمع ملحمة وهي الوقعة العظيمة. والوطس جمع وطيس وهو التنور ويستعار لشدة الأمر ويقال حمي الوطيس إذا اشتد الحرب ٥ الزاهد التارك. والورع العفيف. والحبر بالفتح وقد بكسر العالم. والندس الفطن الفهم. وغار الحجيج إذا أتى الغور وجلس إذا أتى نجدا لأن نجدا تسمى الجلس.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست