الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٨٥
خض الحتف تأمن خطة الخف إنما يبوخ ضرام الخطب والخطب مشبوب (1) ألم تخبر الأخبار في فتح خيبر * ففيها لذي اللب الملب أعاجيب (2) وفوز علي بالعلى فوزها به * فكل إلى كل مضاف ومنسوب (3)

1 خض أمر من خاض يخوض خوضا بالمعجمتين، الحتف الموت وجمعه حتوف يقال مات فلان حتف أنفه إذا مات من غير قتل ولا ضرب ولا يبنى منه فعل وخطة السخف حالة الذل يقال سامه خسفا بفتح الخاء وضمها أي أذله ذلا، والخسف أيضا النقصان. ويبوخ يسكن والخطب الأمر الشديد، وقال الجوهري الخطب سبب الأمر وضرامه التهابه. والمشبوب الملتهب واستعار لفظ الخوض للدخول في غمار الخطب يقول لا يهولنك ما تراه من اضطرام نيران الملاحم فارم بنفسك في أهوالها فإنها إنما تسكن وهي على تلك الحالة مع ثبوت النفس ورباطة الجأش.
2 الهمزة للتقدير واللب العقل والملب المقيم الثابت يقال ألب بالمكان ولب إذا أقام ومنه لبيك قال الغزالي أنا مقيم على طاعتك، ونصب على المصدر كقولك حمدا لله وشكر الله وثني على معنى التأكيد أي البابا بعد الباب وإقامة بعد إقامة. والأعاجيب جمع أعجوبة ولما ذكرن المجد لا يدرك إلا بتجشم الأخطار وتقحم المهالك خرج إلى مدح مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بذكر هذا المدح الجليل الذي لم يحصل إلا بمثل ما قرره ووطأه ولهذا حيث فر غيره في ذلك اليوم وحين لم يفز بما فاز به ولا أدرك ما أدركه من الفضل.
3 الفوز: النجاة والظفر بالخير وهو أيضا في غير هذا الموضع الهلاك وإضافة الفوز إلى العلا مجاز المعنى أي كما ظفر علي بالعلى فازت العلى به بالغ في شرفه حتى أن حصول العلى له فوز للعلى وشرف لها وفيه من اللطف ما لا يخفى.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست