الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٨٨
فللخطب عنها والصروف صوارف * كما كان عنها للنواكب تنكيب (1) تقاصر عنها الحادثات فللردى * طرائق إلا نحوها وأساليب (2) فلما أراد الله فض ختامها * وكل عزيز غالب الله مغلوب (3) رماها بجيش يملأ الأرض فوقه * رواق من النصر الإلهي مضروب (4) يسدده هدي من الله واضح * ويرشده نور من الله محجوب (5)
1 الفاء للتعليل أي السبب فيما ذكر من عدم ظفر أحد بتلك الحصون أن لها موانع عن الخطوب والصروف لاستحكامها يقول للخطب عنها وصروف الزمان وهي حوادثه ونوائبه صوارف أي موانع كما كان تنكيب عنها أي عدول للنواكب هي جمع ناكبة أي عادلة عن الاستقامة.
2 تقاصر أصلها تتقاصر فحذف إحدى التائين تخفيفا وأساليب جمع أسلوب وهو الفن أخذ في أساليب من القول أي فنون، والمعنى ظاهر.
3 لما إذا وليها الماضي كانت ظرفا لهذا الموضع بمعنى حين وعامله جوابه الذي يقتضيه وإذا وليها المستقبل كانت حرف جزم وهي نفي فعل وتكون بمعنى إلا في قوله تعالى " إن كل نفس لما عليها حافظ " في قراءة من شدد وكذا قولهم نشدتك الله لما فعلت أي إلا فعلت، قال الخليل هذا كلام محمول على النفي، وذكر أبو علي أن تقدير قولهم إلا فعلت أي ألا فعلك ومعناه إلا أن تفعل فحذفت أن. والفض الكسر وفض ختامها كناية عن هدم بنيانها وفتح مغالقها.
4 الرواق في الأصل شقة طنب البيت واستعارة للنصر لإحاطته بهذا الجيش وتظليله إياه كما يظلل الرواق عن تحته ورماه جواب لما.
5 الهدي: الطريق الذي يهدي به أو فيه يقال لفلان هدي أي سمت يهتدي به ويسدده يثبته وقوله نور من الله يريد معارف أهل الإيمان المضيئة في قلوبهم من عناية الله وتلك محجوبة عن الأبصار.