الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٩١
فكم خر منها للبوارق مبرق * وكم ذل فيها للقنا السلب مسلوب (1) وكم أصحب الصعب الحرون بأرضها وكم بات فيها صاحب وهو مصحوب (2) وكم عاصب بالعصب هامته ضحى * ولم يمس إلا وهو بالعصب معصوب (3) لقد كان فيها عبرة لمجرب * وإن شاب ضرا بالمنافع تجريب (4) وما أنس لا أنس اللذين تقدما * وفرهما والفرقد علما حوب (5)

١ خر: سقط، والبوارق جمع بارقة وهي هنا السيوف والمبرق المتهدد يقال منه رعد وبرق أرعد وأبرق والسلب الذي لا عقد بها جمع سليب فعيل بمعنى المفعول والمسلوب الذي سلب ماله وأهله.
٢ كم في هذه المواضع خبرية للتكثير وبنيت حملا على ضدها وهي رب لأنها للتقليل وهم يحملون على الضد كالنظير. وأصحب انقاد يقول كم انقاد بأرض خيبر من الرجال من كان حروبا صعبا لا ينقاد وكم من كان مالكا حاكما فبات فهو مملوك محكوم عليه.
٣ العصب العمامة وعصبها أدارها على رأسه والعصب أيضا البرد اليماني والعصب السيف القاطع والمعصوب المتعمم جعله في أول النهار حيا متعصبا بعمامته وفي آخر النهار مقتولا قد صار السيف له كالعصابة المحيطة بالرأس.
٤ معناه أن من شاهد هذه الحال وإن لحقه ضرر فإنه يحصل له من التجربة والاعتبار ما ينتفع به ويقيس عليه أحوال الدنيا وهذا من قول بعضهم.
علمتني الحزم لكن بعد مؤلمة * إن المصائب أثمان التجاريب 5 ما شرطية وأنس مجزوم بها ولا أنس مجزوم لأنه جواب الشرط واللذين يريد بهما الأول والثاني يقول مهما أنس شيئا من الأشياء لا أنس هرب هذين الرجلين مع علمهما بأن الفرار حوب أي إثم.
(٩١)
مفاتيح البحث: خيبر (1)، الشهادة (1)، الضرر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست