الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٩٠
فصب عليها منه سوط بلية * على كل مصبوب الإساءة مصبوب (1) فغادرها بعد الأنيس وللصدى * بأرجائها ترجيع لحن وتطريب (2) ينوح عليها نوح هارون يوشع * ويذري عليها دمع يوسف يعقوب (3) بها من زماجير الرجال صواعق ومن صوب آذي الدماء شآبيب (4) 1 السوط اسم للعذاب وإن لم يكن ثم ضرب بسوط أي فجرى على هذه الحصون من أمير المؤمنين عذاب مصبوب على كل مسئ، قوله مصبوب خبر لمبتدأ محذوف أي هو مصبوب وقوله على كل متعلق به أي بقوله مصبوب، والجملة نعت لقوله سوط بلية أي سوط بلية هو مصبوب على كل مصبوب. الإساءة أي الذي صبت إساءته على الناس وأراد به المسئ.
2 الصدى ذكر البوم، والمعنى فغادرها أي تركها خرابا لا سمع بها إلا صوت البوم الذي من شأنه أن يسكن الخراب.
3 الضمير في ينوح يعود إلى الصدى ونوح مصدر مضاف إلى المفعول وفاعله يوشع وكذا دمع مصدر أيضا مضاف إلى المفعول يعقوب والعامل فيه ما في يذري من معناه، والمعنى ينوح الصدى على هذه الحصون نوحا مثل نوح يوشع على هارون ويدمع عليها دمعا مثل دمع يعقوب على يوسف وهما في الأصل صفتا مصدرين ويوشع هو يوشع ابن نون بن افراثيم بن يوسف بن يعقوب وهارون مات قبله، ويذري يلقي.
4 الزماجير جمع زمجرة وهي الصوت يقال لفلان له زمجرة إذا أكثر الضج والصياح شبه أصوات الرجال في لحروب بالصواعق التي تهلك كلماته أتي عليه. والصوب في الأصل نزول الغيث واستعار لفظه لسيل الدماء. والآذي الموج لفظه مستعار أيضا للمبالغة. والشآبيب جمع شؤبوب وهو الدافعة من الغيث.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست