الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٠٤
لأفصحت يا مخفي العداوة ناطقا * بتعظيم من عاديته متسترا (1) وحسبك أن تدعى ذليلا منافقا * وتبطن ضدا للذي ظلت مظهرا وجست خلال المروتين فلم تدع * حطيما ولم تترك ببكة مشعرا (2) طلعت على البيت العتيق بعارض * يمج نجيعا من ظبي الهند أحمرا (3) فألقى إليك السلم من بعد ما عصى * جلندى وأعيى تبعا ثم قيصرا وأظهرت نور الله بين قبائل * من الناس لم يبرح بها الشرك نيرا (4)

1 قوله لا فصحت اللام جواب قسم محذوف تقديره والله لقد أفصحت وهي التفات إلى خطاب أبي سفيان وغيره بكونه نطق بتعظيم علي عليه السلام ظاهرا وهو يستر عداوته وكفاه هذا ذلا ونفاقا أما النفاق فظاهر وأما الذل فلكونه مأسورا ومحكوما عليه، قوله ظلت أصله ظلت حذفت اللام للتخفيف، ويقال ظل يفعل كذا إذا فعل فعله نهارا.
2 قال الجوهري يقال جاسوا خلال الديار أي تخللوها وطلبوا ما فيها وبكة ومكة لغتان وقيل مكة اسم لمكان البيت وبكة اسم لباقية والمروتين الصفا والمرة.
3 العارض السحاب المعترض، و استعاره للجيش لتراكمه وكثرته ورشح بقوله يمج أي يقذف، والنجيع من الدم ما كان إلى السواد، قال الأصمعي هو دم الجوف خاصة والسلم الصلح، والانقياد يفتح ويكسر ويذكر ويؤنث، وجلندى بضم الجيم مقصورا اسم ملك لعمان وتبع واحد التبابعة وهم ملوك اليمن وقيصر وأحد القياصرة وهم ملوك الروم يقول أطاعك البيت من بعد ما عصى هذه الملوك وامتنع والضمير في عصى وأعيى يعود إلى البيت.
4 قوله نور الله يريد دين الله واستعار النور لدين الاسلام ومن الاستعارة مثل ذلك الشرك ولكنه عنى بالنير الظاهر والوشيج شجر الرماح. واللدن الناعم.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست