الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٠٨
وليس بنكر في حنين فراره * ففي أحد قد فر خوفا وخيبرا (1) رويدك إن المجلد حلو لطاعم * غريب فإن مارسته ذقت ممقرا (2) وما كل من رام المعالي تحملت * مناكبه منها الركام الكنهورا (3) تنح عن العلياء يسحب ذيلها * همام تردى بالعلى وتأزرا فتى لم تعرق فيه تيم بن مرة * ولا عبد اللات الخبيثة أعصرا (4) ولا كان معزولا غداة براءة * ولا عن صلاة أم فيها مؤخرا ولا كان في بعث ابن زيد مؤمرا * عليه فأضحى لابن زيد مؤمرا ولا كان يوم الغار يهفو جنانه * حذارا ولا يوم العريش تسترا إمام هدى بالقرص آثر فاقتضى * له القرص رد القرص أبيض أزهرا (5)

١ يقول في ذم الأول وفراره من الجهاد وغرضه الرد على من يقول أنه أفضل من علي.
2 رويدك من أسماء الأفعال، والكاف حرف الخطاب لا موضع لها من الإعراب وهو تصغير روءاد بحذف الزايد من الهمزة والألف ومعناها مهلا وهو مصدر راد يراد والممقر المر خاطب الأول وقال له أرفق بنفسك في طلب ما لست من أهله يحلو له من قبل أن يعرف ما يلزمه من المشاق فإذا باشر ذلك صعف عليه ونفر منه وليس هو كأهله المعتادين على تحمل أثكاله ومكائد أهواله.
3 المناكب جمع منكب وهو مجمع عظم العضدين والكتف. والركام السحاب المتكاثف. والكنهور العظيم منه واستعار ذلك للأثقال التي يتحملها طالب العليا.
4 الفتى السخي الكريم وجمعه فتيان وفتية وأيضا الشاب.
5 القرص أول قرص الشعير والقرص الأخير قرص الشمس وإيثاره بالقرص لنذره عند مرض الحسنين مشهورة كما نطقت به سورة هل أتى، والأحاديث في هذا الباب متواترة الطرفين وكذا قضية رد الشمس له مرتين مرة بالمدينة عند حياة الرسول ومرة بالعراق بعد وفاته.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست