قميصان أحمران [وهما] يعثران ويقومان، فلما رآهما نزل فأخذهما ثم صعد فوضعهما في حجره ثم قال: صدق الله * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * رأيت هذين (1) فلم أصبر حتى أخذتهما.
(١) كذا في نسخة العلامة الأميني، وفي نسخة تركيا: " حين رأيت هذين فلم أبصر حتى أخذتهما ". والحديث رواه أيضا الترمذي تحت الرقم: " ٨ " من باب مناقب الحسن والحسين من كتاب المناقب من سننه: ج ١٣ ص ١٩٤، قال: حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا علي بن حسين بن واقد، حدثني أبي، حدثني عبد الله بن بريدة قال:
سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخطبنا إذا جاء الحسن والحسين عليهما السلام عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
قال أبو عيسى [الترمذي]: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد.
ورواه أيضا المصنف الحافظ في ترجمة محمد بن إسماعيل في حرف الميم تحت الرقم: " ١٠٦١ " من كتاب معجم الشيوخ قال:
أخبرني محمد بن إسماعيل بن الفضل أبو البركات الحسيني المشهدي بقراءتي عليه بمشهد علي بن موسى الرضا ب " سناباذ " قرية من قرى طوس - قال: حدثنا الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي لفظا بنيسابور، قال: أنبأنا السيد أبو جعفر محمد بن محمد بن محمد الحسيني وأبو عثمان سعد بن محمد بن أحمد العدل، قالا: أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن الحسين بن واقد المروزي، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ أقبل الحسن والحسين - عليهما السلام - عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران.
فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل إليهما وأخذهما ثم صعد المنبر وأخذ واحدا من ذا الشق، وواحدا من ذا الشق فقال: صدق الله ورسوله: * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * إني لما رأيت ابني هذين يمشيان [ويعثران] لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلت إليهما.
ورواه أيضا في ترجمة علي بن محمد الحبيشي السميساطي المتوفي عام: " ٤٥٣ " من تاريخ دمشق: ج ٣٩ ص ١١، قال:
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي السميساطي، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنبأنا أبو عبد الرحمانمحمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي، أنبأنا زيد بن الحباب، أنبأنا حسين بن واقد.
حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران ويقومان، فنزل [رسول الله] صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله ورسوله:
* (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * [١٥ = و ٢٨ من الأنفال والتغابن] رأيت هذين فلم أصبر.
أقول: ورواه أيضا السيد ابن طاووس بسندين في آخر الباب: " ٣٣ " من القسم الثالث من الملاحم والفتن ص ١٤٣، ط الغري نقلا عن زكريا في باب جوامع الفتن.
اجمال ما جرى على الامام الحسين وأهل بيته عليهم السلام من بدء إرساله رائد الشهداء مسلم بن عقيل عليهم السلام إلى الكوفة، إلى رجوع أهل البيت من الشام إلى المدينة المنورة برواية ابن سعد في الطبقات الكبرى