قال ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (وأنه قال) إن الله جل اسمه أوحى إلي أنه يحب أربعة من أصحابي وعلي سيدهم وأمرني بحبهم، فقيل له من هم يا رسول الله قال علي سيدهم وسلمان والمقداد وأبو ذر الغفاري (1) رضوان الله عليهم أجمعين، وإذا كان ذلك كذلك فقد ثبت أن أبا ذر قد أحبه الله ورسوله ومحال عند ذوي الفهم أن يكون الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يحبان رجلا يفعل فعلا يستوجب به النفي من حرم الله وحرم رسوله، ومحال أيضا أن يشهد رسول الله (ص) لرجل أنه ما على الأرض ولا تحت السماء أصدق منه ثم يفعل بعد ذلك فعلا ويقول قولا يكون فيه مبطلا، وذلك أن عثمان حين نفى أبا ذر عن المدينة إلى الربذة لم يخل الحال فيه من أن يكون أبو ذر فعل باطلا وقال كذبا فاستوجب بذلك النفي عن حرم الله وحرم رسوله، أو أن يكون فعل حقا وقال صدقا فأكرهه عثمان فنفاه لذلك فإن قال قائل أن أبا ذر قال
(٥٦)