فاطمة بنت الرسول بل من بني حنيفة (1) ولهذا سمى محمد بن الحنفية - قام المختار يدعو باسم محمد بن الحنفية ويسميه (المهدي).
وادعى المختار أنه (أمينه) و (وزيره). فشك نفر من الشيعة في صحة هذه الدعوى فراحوا إلى المدينة ليتبينوا جلية الامر من محمد بن الحنفية. فقال لهم هذا: (وأما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا فوالله لوددت أن الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه) (2) (الطبري 2 / 607). بيد أن هذه الإجابة العامة المجملة كفت أولئك السريعي التصديق والايمان. فعادوا بعد شهر وأخبروا المختار بجواب ابن الحنفية. فشعر المختار بأنه استراح من هم ثقيل ودعا في الحال إلى اجتماع للشيعة صال فيه وجال وسخر من المرتابين.
ولكن كان عليه أن يكسب رجلا آخر في الكوفة نفسها لا يستطيع من دونه أن يلقى رؤساء الشيعة نجاحا ضد الاشراف والوالي هذا الرجل هو إبراهيم بن الأشتر زعيم قبيلة النخع من مذحج وكان بارعا ماكرا مستقل الرأي وكان كأبيه مخلصا لعلي وكان على اتصال بابن الحنفية ولكنه لم يكن يؤمن بالتشيع على الصورة التي استحال إليها في ذلك العهد. لم يشأ الانضمام إلى سليمان بن صرد كما لم يرغب في أن يعرف شيئا عن المختار ولم تفلح المحاولات في اكتسابه. وأخيرا وصله كتاب يطلب فيه ابن الحنفية نفسه منه أن يعترف بالمختار بن أبي عبيدة. ولكنه تضايق من كون ابن الحنفية يلقب نفسه في هذا الكتاب بلقب (المهدي) وهو أمر لم يعهد منه فحاك في صدره الشك في صحته ولكن الذين قدموا بالكتاب والمختار نفسه أكدوا صحة الكتاب إلا اثنين لفتا نظره بتحفظهم وهما: عامر بن شراحيل الشعبي الراوي الفقيه المحدث الكبير وأبوه شراحيل. فانتحى بعامر ناحية وسأله هل يشك في أمانة هؤلاء الشهود على صحة الكتاب. فقال عامر الشعبي:
معاذ الله فإنهم (سادة القراء ومشيخة المصر وفرسان العرب ولا أرى مثل هؤلاء يقولون إلا حقا!) (الطبري 2 / 612). فسأله ابن الأشتر أن يكتب له أسماءهم