حتى كانت ترن رنين مياجن قصارى دار الوليد بن عقبة بن أبي معيط - كما يقول راو قديم. وخجلت الروايات العربية من ذكر أسماء هؤلاء الابطال. وبقي إبراهيم يرقب حركات أهل الشام في الموصل بينما غزا أخوه لامه نصيبين (1) ودارا وسنجار.
كان المختار في الذروة وكان أيضا أمام الهاوية. فالشيعة العرب من الجيل القديم كانوا لا يثقون به حتى اعتزلوه جانبا فلم يكن أمامه إلا المتعصبون والموالي فانحاز إلى جانبهم ضد حرب العصبية العربية. لقد كان المتعصبون والموالي شديدي الاعجاب بقوة شعوره بذاته والصورة الرائعة التي ظهر عليها هذا الشعور (2). وإنا لنسمع عن منظر مثير حدث لما أن صحب إبراهيم إلى الفرات.
فقد تدافع غلاة الشيعة عند الجسر الذي أراد المرور عليه حتى اضطر إلى اتخاذ طريق آخر وكانوا قد أعدوا له كرسيا مقدسا يحمل على بغل ويقوم على سدانته سادن وحول هذا الكرسي كانوا يتراقصون ويتواثبون بحماسة وجنون وهم يسألون الله النصر وكانوا في هياج مفهوم سببه الارتحال والخطر الشديد اللذان كانا على وشك مواجهته وبدا هذا للعقلاء حمقا وجنونا ويبدو أن المختار نفسه لم يكن مسؤولا عن ذلك ولكنه لم يشأ أن يفسد على هؤلاء لذتهم إذ لم يكن في وسعه الاستغناء عن مساعدتهم فهم الذين كانوا يخوضون النار من أجله.