وكتب محضرا صوريا بما وقع فلما اطمأن قلبه بهذا امثتل لما ورد في الكتاب ووضع نفسه في خدمة المختار بن أبي عبيد (1).
ومنذ هذه اللحظة صار يحضر الاجتماعات التي كانت تعقد للتشاور في المساء في بين المختار بانتظام ثم تم الاتفاق على بدء العمل في يوم الخميس الرابع عشر من ربيع الأول سنة 66 ه. وعرف الوالي بالامر وإن لم يعرف الموعد المضروب بالدقة ومنذ يوم الاثنين احتلت الشرطة الميادين العامة والسوق القريبة من المسجد الجامع وكان على رأس الشرطة إياس بن مضارب واحتل بنو تميم السبخة أمام البوابة تحت إمرة شبث بن ربعي وأرسل إلى كل جبانة رجلا من قبيلة هذه الجبانة (وأوصى كل رجل أن يكفيه قومه وأن لا يؤتى من قبله وأن يحكم الوجه الذي وجهه فيه) (2 / 614) (2). وذهب إبراهيم بن الأشتر النخعي في صحبة مائة رجل مسلح في مساء الثلاثاء متجها إلى بيت المختار وحرص على ألا يتجنب الشرطة فمشى في طريقه مباشرة إلى السوق فاعترضه إياس بن مضارب فقتله إبراهيم وبهذا بدرت إشارة الخروج قبل الأوان المضروب وما كان على إبراهيم إلا أن يظهر رأس رئيس الشرطة للمختار حتى يعلم أنه من المستحيل تأجيل الخروج ولكن كان من العسير تنبيه أنصارهم أثناء الليل وحشدهم في الميادين المختلفة ومع ذلك تم هذا كله دون قتال حقيقي وفعل إبراهيم كل ما في وسعه. وفي صبيحة يوم الأربعاء الثالث عشر من شهر ربيع الأول (18 أكتوبر سنة 685) كان المختار قد نظم أتباعه ونزل في ظهر دير هند مما يلي بستان زائدة في السبخة وهناك أقام صلاة