(14 مايو سنة 685 م) ووال جديد لم يكن قد حلف له هو عبد الله بن مطيع القرشي وكان أشد أنصار ابن الزبير حماسة (الأغاني) (13 / 168 وما يليها).
وكان على هذا الأخير أن يشد العنان في الكوفة أكثر مما فعل سلفه اللين. فانتهز أول فرصة ليعرض من فوق المنبر برنامجه السياسي فقال: (أما بعد! فإن أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير بعثني على مصركم وثغوركم وأمرني بجباية فيئكم وأن لا أحمل فضل فيئكم عنكم إلا برضى منكم - ووصية عمر بن الخطاب التي أوصى بها عند وفاته وبسيرة عثمان بن عفان التي سار بها في المسلمين فاتقوا الله واستقيموا ولا تختلفوا وخذوا على أيدي سفهائكم. وإلا تفعلوا فلوموا أنفسكم ولا تلوموني فوالله لأوقعن بالسقيم العاصي ولأقيمن درأ الأصغر المرتاب) (الطبري 2 / 603).
ولكنه بهذا إنما مس قرحا فيهم لان أهل الكوفة جميعا لم يرضوا أن يؤخذ فضل الفئ بل طالبوا بالابقاء عليه في الكوفة وتوزيعه عملا بما فعله علي وكانت الكوفة في عهده عاصمة الخلافة ومركز بيت المال المركزي لا كما فعل عمر بن الخطاب أو كما فعل عثمان على الأقل هنالك اعترض عليه أحد الشيعة في المسجد واستغل هذا الشيعي الفرصة ليذكر الناس بعظمة الكوفة في عهد علي.
فأسقط في يد الوالي وقال: (نسير فيكم بكل سيرة أحببتموها وهويتموها. ثم نزل) (الطبري 2 / 604) وجاء إياس بن مضارب - وكان على رأس الشرطة وعليما بأحوال الناس - إلى ابن مطيع ونبه إلى خطورة هذا الحادث وقال له: إن هذا الذي اعترض عليك (من رؤس أصحاب المختار ولست آمن المختار فابعث إليه فليأتك فإذا جاءك فاحبسه في سجنك حتى يستقيم أمر الناس فإن عيوني قد أتتني فخبرتني أن أمره قد استجمع له وكأنه قد وثب بالمصر) ولكن أحد الرسولين اللذين بعث بهما ابن مطيع - وكان من أهل بلده - أومأ إليه بما سليقاه في مقابلته للوالي ففهم واعتذر عن الذهاب بوعكة أصابته وراح يستعد للخروج في مستهل العام الجديد عام 66 ه ولكن الأمور لم تمض بهذه السرعة التي قدرها.
وكان يعيش في المدينة أحد أبناء علي بن أبي طالب واسمه محمد وأمه ليست