كان معه أحد، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر.
قال: وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها.
فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما أرسل، فمن أتاه فهو آمن فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فأنزل الله تعالى: (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) حتى بلغ ﴿الحمية حمية الجاهلية﴾ (1) وكانت حميتهم أنهم لا يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت (2).