ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) الآية [الممتحنة 10].
وفي هذه السنة كانت غزوة المريسيع التي كان فيها قصة الإفك ونزول براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما تقدم.
وفيها كانت عمرة الحديبية وما كان من صد المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف وقع الصلح بينهم على وضع الحرب بينهم عشر سنين، فأمن الناس فيهن بعضهم بعضا، وعلى أنه لا إغلال ولا إسلال. وقد تقدم كل ذلك مبسوطا في أماكنه ولله الحمد والمنة. وولي الحج في هذه السنة المشركون.
قال الواقدي وفيها في ذي الحجة منها: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر مصطحبين حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية وشجاع بن وهب بن أسد بن جذيمة شهد بدرا إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يعني ملك عرب النصارى، ودحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر وهو هرقل ملك الروم، وعبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك الفرس، وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي، وعمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك النصارى بالحبشة وهو أصحمة ابن الحر.
سنة سبع من الهجرة غزوة خيبر (1) في أولها قال شعبة: عن الحاكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله (وأثابهم فتحا قريبا) قال خيبر. وقال موسى بن عقبة لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية مكث عشرين يوما أو قريبا من ذلك ثم خرج إلى خيبر وهي التي وعده الله إياها. وحكى موسى عن الزهري أن افتتاح خيبر في سنة ست (2)، والصحيح أن ذلك في أول سنة سبع كما قدمنا: قال ابن إسحاق. ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية، ذا الحجة وبعض المحرم، ثم خرج في بقية المحرم إلى خيبر. وقال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري عن عروة عن مروان والمسور قالا: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فنزلت عليه سورة الفتح بين مكة والمدينة، فقدم المدينة في ذي الحجة فأقام بها حتى سار إلى خيبر فنزل بالرجيع واد بين [خيبر و] (3) غطفان