قريشا حديثوا (1) عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ قالوا: بلى، قال " لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار " (2) وأخرجاه أيضا: من حديث شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد، عن أنس بنحوه وفيه فقالوا: والله إن هذا لهو العجب إن سيوفنا لتقطر من دمائهم، والغنائم تقسم فيهم، فخطبهم وذكر نحو ما تقدم. وقال الإمام أحمد : ثنا عفان، ثنا حماد، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أبا سفيان وعيينة والأقرع وسهيل بن عمرو في آخرين يوم حنين، فقالت الأنصار: يا رسول الله سيوفنا تقطر من دمائهم وهم يذهبون بالمغنم؟ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم في قبة له حتى فاضت فقال " فيكم أحد من غيركم؟ " قالوا لا إلا أبن أختنا، قال " ابن أخت القوم منهم " ثم قال " أقلتم كذا وكذا؟ " قالوا: نعم، قال " أنتم الشعار والناس الدثار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دياركم؟ " قالوا: بلى، قال " الأنصار كرشي وعيبتي لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعبهم، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار " (3) وقال: قال حماد: أعطى مائة من الإبل فسمى كل واحد من هؤلاء. تفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط مسلم. وقال الإمام أحمد: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي؟ ألم آتكم متفرقين فجمعكم الله بي، ألم آتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم؟ " قالوا بلى يا رسول الله قال " أفلا تقولون جئتنا خائفا فأمناك، وطريدا فأويناك، ومخذولا فنصرناك؟ " قالوا بل لله المن علينا ولرسوله. وهذا إسناد ثلاثي على شرط الصحيحين فهذا الحديث كالمتواتر عن أنس بن مالك. وقد روي عن غيره من الصحابة. قال البخاري: ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب ثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا في أنفسهم إذ لم يصيبهم. ما أصاب الناس، فخطبهم فقال " يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟
وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ " كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن،