البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
يقول: لا أدري ما العقبة الأولى. ثم يقول ابن إسحاق: بلى لعمري قد كانت عقبة وعقبة.
قالوا كلهم: فنزل مصعب على أسعد بن زرارة فكان يسمى بالمدينة المقرئ، قال ابن إسحاق:
فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أنه كان يصلي بهم، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض رضي الله عنهم أجمعين.
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كنت قائد أبي حين ذهب بصره فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الآذان بها صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة. قال: فمكث حينا على ذلك لا يسمع لاذان الجمعة إلا صلى عليه واستغفر له. قال فقلت في نفسي والله أن هذا بي لعجز، ألا أسأله؟ فقلت يا أبت مالك إذا سمعت الاذان للجمعة صليت على أبي أمامة؟ فقال أي بني كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزم النبيت (1) من حرة بني بياضة في بقيع يقال له بقيع الخضمات قال:
قلت وكم أنتم يومئذ؟ قال أربعون رجلا. وقد روى هذا الحديث أبو داود وابن ماجة من طريق محمد بن إسحاق رحمه الله. وقد روى الدارقطني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى مصعب بن عمير يأمره بإقامة الجمعة (2)، وفي إسناده غرابة والله أعلم.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة؟ فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال له: بئر مرق فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه، فلما سمعا به، قال سعد لأسيد: لا أبالك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا، فازجرهما، وانههما أن يأتيا دارينا فإنه لولا أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك، هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما. قال: فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب هذا سيد قومه وقد جاءك فاصدق الله فيه، قال مصعب: إن يجلس أكمله. قال فوقف عليهما متشتما فقال: ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟
.

(1) هزم النبيت: جبل على بريد من المدينة قاله السهيلي وأنكره ياقوت في معجمه ونفى أن يكون هزم النبيت جبلا لان هزم: المطمئن من الأرض واستحسن قولا - قال: إن صح فهو المعول عليه - وهو: جمع بنا في هزم بني النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له: نقيع الخضمات.
(2) قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: إنما كان مصعب بن عمير يصلي بهم ويجمع بهم الجمعات بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليهاجر معه صلى بهم أسعد بن زرارة وقال البيهقي: يحتمل أن لا يخالف هذا قول ابن شهاب، وكأن مصعب جمع بهم معونة أسعد بن زرارة فأضافه كعب إليه والله أعلم.
(أنظر الحاشية السابقة - وترجمة ابن زرارة وابن عمير في الطبقات ج 3)
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب كيفية بدء الوحي 5
2 ذكر عمره (ص) وقت بعثته وتاريخها 7
3 فصل 23
4 فصل 25
5 فصل في كيفية بدء إتيان الوحي إلى رسول الله (ص) 29
6 فصل 31
7 فصل 32
8 فصل أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم 34
9 إسلام حمزة بن عبد المطلب عم النبي (ص) 44
10 ذكر إسلام أبي ذر رضي الله عنه 45
11 ذكر إسلام ضماد 48
12 باب الأمر بإبلاغ الرسالة 50
13 قصة الأراشي 59
14 فصل 60
15 فصل 62
16 فصل في مبالغتهم في الأذية لآحاد المسلمين المستضعفين 64
17 فصل فيما اعترض به المشركون على رسول الله (ص)... إلخ 65
18 فصل 74
19 باب مجادلة المشركين رسول الله (ص) وإقامة الحجة الدامغة عليهم.. إلخ 78
20 باب هجرة أصحاب رسول الله من مكة إلى أرض الحبشة 84
21 فصل 104
22 فصل 105
23 عزم الصديق على الهجرة إلى الحبشة 117
24 فصل 119
25 نقض الصحيفة 119
26 فصل 123
27 قصة أعشى بن قيس 126
28 قصة مصارعة ركانة - وكيف أراه (ص) الشجرة التي دعاها فأقبلت 128
29 فصل 133
30 فصل 134
31 فصل الإسراء برسول الله (ص) من مكة إلى بيت المقدس 135
32 فصل 145
33 فصل إنشقاق القمر في زمان النبي (ص) 146
34 فصل وفاة أبي طالب عم رسول الله (ص) 151
35 فصل موت خديجة بنت خويلد 156
36 فصل في تزويجه (ص) بعد خديجة بعائشة ثم سودة 160
37 فصل 164
38 فصل في ذهابه (ص) إلى الطائف يدعوهم إلى دين الله 166
39 فصل 168
40 فصل في عرض رسول الله (ص) نفسه الكريمة على أحياء العرب 169
41 فصل قدوم وفد الأنصار عاما بعد عام حتى بايعوا رسول الله (ص) بيعة بعد بيعة ثم بعد ذلك تحول إليهم رسول الله (ص) إلى المدينة 179
42 إسلام إياس بن معاذ 180
43 باب بدء إسلام الأنصار رضي الله عنهم 181
44 قصة بيعة العقبة الثانية 192
45 فصل 203
46 باب الهجرة من مكة إلى المدينة 206
47 فصل في سبب هجرة رسول الله (ص) بنفسه الكريمة 214
48 باب هجرة رسول الله (ص) بنفسه الكريمة من مكة إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه 217
49 فصل في دخوله (ع) المدينة وأين استقر منزله 240
50 فصل 249
51 وقائع السنة الأولى من الهجرة 251
52 فصل 254
53 فصل في إسلام عبد الله بن سلام 255
54 فصل 258
55 ذكر خطبة رسول الله (ص) يومئذ 259
56 فصل في بناء مسجده الشريف ومقامه بدار أبي أيوب 261
57 تنبيه على فضل هذا المسجد الشريف 266
58 فصل 267
59 فصل فيما أصاب المهاجرين من حمى المدينة 268
60 فصل في عقده (ع) الألفة بين المهاجرين والأنصار بالكتاب الذي أمر به فكتب بينهم، والمؤاخاة التي أمرهم بها وقررها عليهم وموادعته اليهود الذين كانوا بالمدينة 272
61 فصل في مؤاخاة النبي (ص) بين المهاجرين والأنصار 277
62 فصل 280
63 فصل في ميلاد عبد الله بن الزبير في شوال سنة الهجرة 282
64 فصل وبنى رسول الله (ص) بعائشة في شوال من هذه السنة 282
65 فصل 283
66 فصل في الأذان ومشروعيته 284
67 فصل في سرية حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 286
68 فصل في سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب 287
69 فصل 287
70 فصل 288
71 ذكر ما وقع في السنة الثانية من الهجرة 289
72 كتاب المغازي 289
73 فصل 291
74 فصل 294
75 فصل أول المغازي وهي غزوة الأبواء أو غزوة ودان 295
76 غزوة بواط من ناحية رضوى 301
77 غزوة بدر الأولى 303
78 باب سرية عبد الله بن جحش 304
79 فصل في تحويل القبلة في سنة ثنتين من الهجرة قبل وقعة بدر 308
80 فصل في فريضة شهر رمضان سنة ثنتين قبل وقعة بدر 311
81 غزوة بدر العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان 313
82 مقتل أبي البختري بن هشام 348
83 فصل في مقتل أمية بن خلف 349
84 مقتل أبي جهل لعنه الله 350
85 رده (ع) عين قتادة 355
86 فصل قصة أخرى شبيهة بها 356
87 طرح رؤوس الكفر في بئر يوم بدر 357
88 فصل 361
89 فصل 365
90 فصل 367
91 فصل 369
92 مقتل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي لعنهما الله 372
93 ذكر فرح النجاشي بوقعة بدر 374
94 وصول خبر مصاب أهل بدر إلى أهاليهم بمكة 375
95 بعث قريش إلى رسول الله (ص) فداء أسراهم 377
96 فصل 382
97 فصل 383
98 أسماء أهل بدر مرتبة على حروف المعجم - 383
99 حرف الألف 383
100 حرف الباء 384
101 حرف التاء 384
102 حرف الثاء 384
103 حرف الجيم 385
104 حرف الحاء 385
105 حرف الخاء 386
106 حرف الذال 386
107 حرف الراء 387
108 حرف الزاي 387
109 حرف السين 387
110 حرف الشين 388
111 حرف الصاد 388
112 حرف الضاد 388
113 حرف الطاء 389
114 حرف الظاء 389
115 حرف العين 389
116 حرف الغين 391
117 حرف الفاء 391
118 حرف القاف 392
119 حرف الكاف 392
120 حرف الميم 392
121 حرف النون 393
122 حرف الهاء 393
123 حرف الواو 393
124 حرف الياء 394
125 باب الكنى 394
126 فصل 394
127 فصل في فضل من شهد بدرا من المسلمين 398
128 قدوم زينب بنت الرسول (ص) من مكة إلى المدينة 399
129 ما قيل من الأشعار في بدر العظمى 403
130 فصل 411
131 فصل في غزوة بني سليم سنة ثنتين من الهجرة 415
132 فصل جمل من الحوادث سنة ثنتين من الهجرة 419