الزهري، لينالوا ممن هناك ثأرا فلم يجبهم النجاشي رضي الله عنه وأرضاه إلى شئ مما سألوا فالله أعلم.
وقد ذكر زياد (1) عن ابن إسحاق: أن أبا طالب لما رأى ذلك من صنيع قريش كتب إلى النجاشي أبياتا يحضه فيها على العدل وعلى الاحسان إلى من نزل عنده من قومه:
ألا ليت شعري كيف في النأي جعفر * وعمرو وأعداء العدو الأقارب وما نالت أفعال النجاشي جعفرا * وأصحابه أو عاق ذلك شاغب (2) ونعلم، أبيت اللعن، أنك ماجد * كريم فلا يشقى إليك المجانب (3) ونعلم بأن الله زادك بسطة * وأسباب خير كلها بك لازب (4) وقال يونس (5) عن ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير. قال: إنما كان يكلم النجاشي عثمان بن عفان رضي الله عنه، والمشهور أن جعفرا هو المترجم رضي الله عنهم. وقال زياد البكائي عن ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها. قالت: لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور، ورواه أبو داود عن محمد بن عمرو الرازي عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق به لما مات النجاشي رضي الله عنه كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. وقال زياد عن محمد بن إسحاق:
حدثني جعفر بن محمد عن أبيه. قال اجتمعت الحبشة فقالوا للنجاشي: إنك فارقت ديننا، وخرجوا عليه، فأرسل إلى جعفر وأصحابه فهيأ لهم سفنا.
وقال: اركبوا فيها وكونوا كما أنتم، فإن هزمت فامضوا حتى تلحقوا بحيث شئتم، وإن ظفرت فاثبتوا. ثم عمد إلى كتاب فكتب فيه: هو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ويشهد أن عيسى عبده ورسوله وروحه، وكلمته ألقاها إلى مريم، ثم جعله في قبائه عند المنكب الأيمن، وخرج إلى الحبشة وصفوا له. فقال: يا معشر الحبشة ألست أحق الناس بكم؟ قالوا: بلى! قال: فكيف أنتم بسيرتي فيكم؟ قالوا خير سيرة. قال: فما بكم؟
قالوا فارقت ديننا، وزعمت أن عيسى عبده ورسوله. قال؟ فما تقولون أنتم في عيسى؟ قالوا: