معاذ بن جبل أول مقدمه عليه السلام إلى المدينة اللهم إلا أن يقال إنه أرصد لاخوته إذا قدم حين يقدم، وقوله وكان أبو عبيدة وسعد بن معاذ أخوين يخالف لما رواه الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أبي عبيدة بن الجراح وبين أبي طلحة. وكذا رواه مسلم منفردا به عن حجاج بن الشاعر عن عبد الصمد بن عبد الوارث به وهذا أصح مما ذكره ابن إسحاق من مؤاخاة أبي عبيدة وسعد بن معاذ والله أعلم (1).
وقال البخاري باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه. وقال عبد الرحمن بن عوف: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع لما قدمنا المدينة. وقال أبو جحيفة: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء رضي الله عنهما: حدثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان، عن حميد، عن أنس قال: قدم عبد الرحمن بن عوف [المدينة] فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق. فربح شيئا من أقط وسمن، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وضر من صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مهيم يا عبد الرحمن؟ " قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار. قال: " فما سقت فيها؟ " قال وزن نواة من ذهب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أولم ولو بشاة " تفرد به من هذا الوجه. وقد رواه أيضا في مواضع أخر، ومسلم من طرق عن حميد به (2). وقال الإمام أحمد حدثنا عفان ثنا حماد ثنا ثابت وحميد عن أنس: أن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فقال له سعد: أي أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا فانظر شطر مالي فخذه وتحتي امرأتان فانظر أيهما أعجب إليك حتى أطلقها. فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق. فدلوه فذهب فاشترى وباع فربح فجاء بشئ من أقط وسمن. ثم لبث ما شاء الله أن يلبث فجاء وعليه ودع زعفران (3) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مهيم؟ " فقال: يا رسول الله تزوجت امرأة، قال: " ما أصدقتها؟ " قال وزن نواة من ذهب، قال " أولم ولو بشاة ". قال عبد الرحمن: فلقد رأيتني ولو رفعت حجرا لرجوت أن