(فخذها فليست للعزيز بخطة * وفيها فعال لامرئ متذلل) (أعامر إن القوم ساموك خطة * وذلك في الجيران غزلا بمغزل) (أراك إذا ما كنت للقوم ناصحا * يقال له بالدلو أدبر وأقبل) فلما بلغه الرسول قال عبد العزيز الأبيات فقال ابن الزبير يا ابني مروان قد سمعت ما قلتما فأخبرا أباكما:
(إني لمن نبعة صم مكاسرها * إذا تناوحت البكاء والعشر) (فلا ألين لغير الحق أسأله * حتى يلين لضرس الماضغ الحجر) وامتنع ابن الزبير من رسل يزيد فقال الوليد بن عتبة وناس من بني أمية ليزيد لو شاء عمرو لأخذ ابن الزبير وسرحه إليك فعزل عمرا وولي وليد الحجاز وأخذ الوليد غلمان عمرو ومواليه فحبسهم فكلمه عمرو فأبي أن يخليهم فسار عن المدينة ليلتين وأرسل إلى غلمانه بعدتهم من الإبل فكسروا الحبس وساروا إليه فلحقوه عند وصوله إلى الشام فدخل على يزيد وأعلمه ما كان فيه من مكابدة ابن الزبير فعذره وعلم صدقه.