ولكنه ما قرر نازل وإذا أراد الله أمرا لم يدفع أفبعد الحسين نطمئن إلى هؤلاء القوم ونصدق قولهم ونقبل لهم عهدا لا والله لا نراهم لذلك أهلا أما والله لقد قتلوه طويلا بالليل قيامه كثيرا في النهار صيامه أحق بما هم فيه منهم وأولي به في الدين والفضل أما والله ما كان يبدل القرآن غيا ولا بالبكاء من خشية الله حدا ولا بالصيام شرب الخمر ولا بالمجالس في حلق الذكر بكلاب الصيد يعني بيزيد، (فسوف يلقون غيا).
فثار إليه أصحابه وقالوا أظهر بيعتك فإنك لم يبق أحد إذ هلك الحسين ينازعك هذا الأمر وقد كان يبايع سرا ويظهر أنه عائذ بالبيت فقال لهم لا تعجلوا وعمرو بن سعيد يومئذ عامل مكة وهو أشد شيء على ابن الزبير وهو مع ذلك يداري ويرفق.
فلما استقر عند يزيد ما قد جمع ابن الزبير بمكة من الجموع أعطي الله عهدا ليوثقنه في سلسلة فبعث إليه سلسلة من فضة مع ابن عطاء الأشعري وسعد وأصحابهما ليأتوه به فيها وبعث معهم برنس خز ليلبسوه عليهما لئلا تظهر للناس.
فاجتاز ابن عطاء المدينة وبها مروان بن الحكم فأخبره ما قدم له فأرسل مروان معه ولدين له أحدهما عبد العزيز وقال إذا بلغته رسل يزيد فتعرضا له وليتمثل أحدكما بهذا القول فقال: